* 12 مدرعة دخلت الميدان في الثالثة صباحا .. وبعدها بدا الهجوم على المعتصمين والكر والفر * متظاهر: الضباط قالوا لنا أنهم جاؤوا للقبض على الضباط المعتصمين ولن يمسونا ثم بدا إطلاق النيران و إلقاء الحجارة علينا * الضباط طاردونا في الشوارع وكان هناك حاجز نفسي يمنعنا من الرد عليهم وعندما تدخل الأمن المركزي بالقنابل المسيلة للدموع رددنا عليه بالحجارة كتبت – عزة مغازي : لم تكن هبة نجيب تعرف أثناء توجهها إلى ميدان التحرير أمس الجمعة أن تفاؤلها وضحكاتها التي ارتفعت في سعادة لاستجابة جموع كبيرة من الشعب المصري لدعوة التظاهر في يوم جمعة التطهير سوف تنقلب إلى رعب وصيحات عصبية ودموع مكتومة قبل دقائق من فجر اليوم التالي. حضرت هبة إلى الميدان مبكرا قبل كل أصدقائها الآخرين وساهمت هبة (غير المنتمية لأي كيان سياسي؟) في توزيع البيان الخاص برابطة الشباب الديمقراطي التقدمي داخل الميدان، وغادرت لاحتساء فنجان من القوة باللبن ( مشروبها المفضل) قبل أن تعود للميدان لتشهد صعود عشرة من الضباط على المنصة التابعة لجماعة الاخوان المسلمين لإعلان تسلميهم لسلاحهم وانضمامهم للاعتصام المعلن في الميدان اعتراضا منهم على ما وصفوه بتباطؤ المجلس العسكري في الاستجابة لمطالب الثورة التي قامت من اجل تحقيقها في الخامس والعشرين من يناير الماضي. إلى جانبها كان يقف أصدقائها محمد المصري وعمرو يوسف وإيمان هاشم مستمعين إلى تلك الخطبة التي ألقاها الضباط على مختلف منصات الميدان، ويلخصها عمرو يوسف بقوله:” بدأ أحد الضباط بإلقاء قصيدة شعرية ثم أكدوا على أن الجيش المصري مؤسسة وطنية ثم هاجموا المجلس العسكري، وبعد أن ابرزوا للجمهور هوياتهم قادوا هتافا يقول:” الشعب يريد إسقاط المشير” ورددت الجموع خلفهم ثم ردوا بالهتاف الشهير “الجيش والشعب أيد واحدة”. وتحدد ريم داوود التي كانت تقف على مقربة من المنصة رتب ضباط لجيش بأنها تتراوح بين ملازم أول ونقيب .. وتحكي ريم وقائع ما حدث وتقول ” في الثالثة إلا الربع تقريبا اقتحم الميدان مجموعة من أفراد الجيش مرتدين خوذات سوداء تشبه خوذات أفراد الأمن المركزي من عدة جهات وأحاطوا بالمتظاهرين الذين واجهوهم مرددين هتاف “سلمية .. سلمية “وتجمعت النساء والأطفال في منطقة قريبة من المنتصف وعلى الأطراف استعدادا للتحرك بالأطفال إذا ما اشتد عنف الهجوم. وينقل محمد المصري مع عمرو يوسف للبديل مشهد دخول اثنتي عشر مدرعة من جهات مختلفة من الميدان خرجت منها حشود من جنود الجيش وخلفهم قوات خاصة ملثمة تشبه القوات خاصة التي طاردت المعتصمين أمام مجلس الوزراء ليلة الجمعة الخامس والعشرين من فبراير.. وأحاطت قوات الجيش غير الملثمة بالكعكة الحجرية فوقف المعتصمون على سورها هاتفين”الجيش والشعب أيد واحدة” فيما اقترب مجموعة من جنود الجيش من احد الضباط المعتصمين فهتف المدنيون المعتصمون “سيبه.. سيبه” مطالبين قوات الجيش بتركه وعدم القبض عليه.. فأكملت القوات أحاطتها للكعكة الحجرية وحولها القوات الخاصة الملثمة التي بادرت بإطلاق وابل من النيران في الهواء أولا قبل أن تبدأ عملية المطاردة واستخدام العصي الكهربية كل هذا وسط إطلاق كثيف للنيران اجبر المتظاهرون ومنهم عمرو ومحمد مصطفى على التراجع نحو ميدان طلعت حرب فيما حاول محمد المصري الاقتراب من ناحية عبد المنعم رياض إلا أن الإطلاق الكثيف للنيران أعاده نحو ميدان التحرير ومنه إلى شارع طلعت حرب الذي كانت تعترضه سيارات الشرطة العسكرية المكشوفة. يقول محمد المصري كان حديث الضباط المهاجمين يدور حول رغبتهم في إلقاء القبض على الضباط المعتصمين دون أن يمسونا بأذى وكانت هناك تطمينات عدة بأنه لن يتم الاعتداء علينا ولكن إطلاق النيران وبعدها إلقاء الحجارة علينا، جاءت لتثير الشكوك حول هذه التطمينات للأسف. ويذكر ثلاثتهم: عمرو يوسف ومحمد مصطفى ومحمد المصري أن الكر والفر بين قوات الجيش والشرطة العسكرية من جانب وبينهم على الجانب الآخر إلا أن الشرطة العسكرية تراجعت مع تزايد الإصابات في صفوف الشباب المعتصمين. ومع تراجع قوات الجيش باتجاه الميدان وسط إطلاق نيران مكثف استمر من الثالثة وحتى الخامسة والنصف من صباح أمس الجمعة، بدا الشباب في التقدم ثانية نحو الميدان ليفاجئوا بقوات الأمن المركزي مدعومة بالشرطة العسكرية تلقى عليهم الحجارة من شارع هدى شعراوي وشارع البستان. يقول محمد المصري كان لدينا حاجز نفسي يمنعنا من الرد بإلقاء الحجارة على الجيش ولكن ما أن بدأت قوات الأمن المركزي في الظهور بدأنا في الرد على اعتداءاتهم التي ضربونا فيها بالهراوات والحجارة إلا إننا فوجئنا بوجود الشرطة العسكرية بين صفوفهم على غير توقع منا ثم بدأت القنابل المسيلة للدموع في التساقط على رؤوسنا مذكرة إيانا بأحداث الخامس والعشرين والثامن والعشرين من يناير. في تلك الأثناء بدأت قوات الجيش في ضرب رصاص الشظايا على المتظاهرين وهو ما يجد عمرو يوسف عليه دلالة بجسد شاب امتلأ ظهره العاري بالثقوب الدامية خرج هاربا من مدرعة. ومع اقتراب الساعة السادسة هدأ دوى الرصاص وتراجع الجيش منصرفا مخلفا وراءه الأسلاك الشائكة التي ملأت ارض الميدان فعاد الشباب من جديد إلى ارض الميدان التي شهدت سقوط ضحايا جدد “