يعيش الوطن العربي بجميع ومكوناته منذ ثلاث أعوام مخاضا عنيفاً يسمى ) الربيع العربي ) كان له أثر على جميع نواحي الحياة السياسية العامة والخاصة الوطنية والإقليمية والعالمية، وقد ناقش المحللون السياسيون على مختلف المستوايات أثر ذلك الربيع على تلك النواحي ، ونحن هنا سنحاول مناقشة موضوع الربيع العربي وتأثيره على قضية القدس بشكل عام وقضية الحرم القدسي الشريف بشكل خاص ، تحت سؤال :هل أثر الربيع العربي والحراكات في الدول العربيه سلباً ام ايجابا في قضية القدس ؟؟ لقد كان من نتائج الربيع العربي فكرة مليونيات الزحف العالمي نحو القدس علما بأنه تم بناءا على دعوات من منظمات عربيه ، كما ساهمت حركة الشعوب العربية في إعادة قضية فلسطين للمشهد السياسي والمحافل الدولية ويمكن اعتبار أن هذا الحراك أنعش القضايا الوطنية والعقدية في العالم العربي والإسلامي واحياها من جديد ، وتشكيل القضية الفلسطينية بكل مركباتها وتعقيداتها البعدين الوطني ، العقدي وكذلك البعد القومي حيث ان ( المسجد الاقصى – عقيده ) والمسجد الأقصى بالقدس – أرض – وطن ) وشاهدنا مؤخراً بعض الحراكات تحت مسمى ( يوم القدس – يوم نصرة الأقصى – الزحف العالمي نحو القدس .... الخ ) كل ذلك دعى دولة الإحتلال إلى ارسال مجموعه من الرسائل التحذيرية لدول الجوار واعتبار أي محاولة لتجاوز الحدود اعتداء على السيادة الاسرائيلية ، ومن حقها استخدام القوة هي رسائل قويه من الشعوب العربية والاسلامية بأن القدس والقضية الفلسطينية ما زالت الأهم والمعادلة الأصعب والرقم الأول والهم الأول للشعوب العربية والإسلامية مع أنها قد وقعت صدامات بين الجيش دولة الأحتلال والناشطين الفلسطنيين على الحدود السورية واللبنانية ولكن هذا لم يثنى الناشطين من الاستمرار في هذه الحراكات . حب القدس والمسجد الاقصى هي موضوع عقدي يجب علينا ان نربى عليه كل طفل مسلم فهي مزيج من المركبات العقدية ، الفكرية ، السياسية ، الاجتماعية ، الثقافية ، النفسية التي تقوم عليها الأمم علما بأن هناك من يصور ان الصراع على الارض والمقدسات هو صراع سياسي او جغرافي فقط وهذا خطأ فالصراع الجغرافي او السياسي لا يمكن ان ينشأ بدون تغذية فكرية وعقدية ، وهذا لايمكن ان ينبت من فراغ تاريخي وحضاري ، لذلك لايوجد أي اجتهاد او عمل سياسي عفوي ، وانما تبني السياسات بناء على مخزون من المركبات ، وعادة ما تتكون هذه نتيجة لتجارب سابقه مبنية على مجموعة من الأسس التاريخية والنظرية والعقدية . فيجب ان يستمر العالم العربي والإسلامي في عقد مليونيات من أجل القدس سنوياً لأن المسجد الأقصى يعتبر نافذة العالم الإسلامي تعتبر فلسطين بوابة العالم العربي وقضية فلسطين هي قضية العالم العربي والإسلامي واعتقد هنا أن الربيع العربي كان ربيعا للعرب شتاءاً لدولة الإحتلال . ولكن الغريب ان هناك عدد كبير من الهيئات المؤسسات اللجان الجمعيات العربية والاقليمية والدولية التي تحمل اسم القدس لا أثر لها على القدس على ارض الواقع سوى الصخب الاعلامي ولا تساوي كثيراً امام حركة التهويد هناك ( للمكان ، للسكان ، للتاريخ ، للتراث ) فهناك قول من أن عمل المنظمات العاملة من أجل القدس قد تأثر وأن التبرعات قد تأثرت سلباً بسبب اوضاع الربيع العربي ما انعكس سلباً على اعمال بعض هذه المؤسسات مثل وكالة بيت مال القدس مثلاً التي تأثرت مشاريعها بسبب الربيع العربي سلباً عام 2011و الاموال التي وعدت بها القمم العربية لا تصل السؤال : هل اثر الربيع العربي سلباً ام ايجاباً على القدس والمسجد الاقصى علما بأن القدس مقياس قوة وضعف الأمة إن كانت مع المسلمين فهم اقوياء والعكس صحيح هناك حالة تراخ أصيب بها مجتمعاتنا وهذا ما يخيفنا ، كما ان هناك حالة يأس واحباط ..