قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الامريكية أمس، إنه بعد أسابيع من الاشتباكات الدامية، يبدو أن الحكومة المصرية وأنصار الرئيس المعزول "محمد مرسى" فى طريقهما إلى التسوية، والتى يمكن أن تخفف الاضطرابات الأخيرة التى تهدد مسار البلاد نحو الديمقراطية. وأضافت الصحيفة أن مصر لا تزال متقلبة، وأن غياب الثقة بين الطرفين لا تزال عميقة، ولكن الحكومة والموالين ل"مرسى" اجتمعوا مطلع الأسبوع الماضى مع المبعوثين الدوليين فى جهود لتهدئة الانقسامات. وكان الآلاف من مؤيدى الرئيس السابق قد تعهدوا بعدم إنهاء اعتصامهم أمام مسجد رابعة العدوية حتى إعادة "مرسى" إلى منصبه، ومع ذلك، اعترف الإسلاميون – ولأول مرة – فى الأيام الاخيرة بالسخط الذى دفع الملايين إلى الاحتشاد ضد "مرسى"، وهو ما دفع الفريق "عبد الفتاح السيسى"، القائد العام للقوات المسلحة الى تأدية دوره. ونقلت الصحيفة تصريح "طارق الملط"، أحد القيادات المؤيدة ل"مرسى"، لإحدى الصحف المصرية وقال فيه "يجب إيجاد حلول سياسية"، وهو ما تراه الصحيفة إمكانية لفتح مفاوضات أوسع مع الحكومة. وأضافت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين تطلب تنازلات قد يرفضها الجيش، منها الإفراج عن "مرسى" وغيره من قيادات الجماعة من الاعتقال، وتحرير الأصول المالية للجماعة ورفع الحظر على المحطات التلفزيونية الإسلامية. وترى الصحيفة أن السيناريو يشكل خطرا على جماعة الإخوان، والتى ظهرت كأقوى صوت سياسى فى البلاد عام 2012، ولكن عامهم الكارثى فى السلطة خلق رد فعل عنيف. وقالت الصحيفة إن الجماعة تخاطر الآن بإغضاب قاعدتها إذا بدت تقدم تنازلات كثيرة للحكومة، وأنها تواجه المزيد من العزلة السياسية، وتبديد فرصة تشكيل دستور جديد عن طريق عدم العودة للانضمام للحياة السياسية. وأضافت أن تداعيات الإطاحة ب"مرسى" أثارت الشكوك حول ما إذا كان الإسلام السياسى يمكن أن يزدهر فى مصر وتونس وغيرها من البلدان الصاعدة من الثورات العربية عام 2011، مشيرة إلى إن جماعة الإخوان المسلمين هى الحركة الإسلامية الإكثر تأثيرا فى العالم، وفشلها فى الحكم يوضح أن العديد من المصريين يريدون خطا واضحا يفصل بين الدين والسياسة.