قالت الصحيفة الأمريكية "جلوبال بوست" اليوم: إنه في الوقت الذي تستعد فيه مصر لاحتجاجات ضخمة بعد غد الأحد، يتحرك الرئيس محمد مرسي، الذي أصبح في عزلة متزايدة، لحشد قاعدة حلفائه الإسلاميين. وأضافت أن مرسي، وهو قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين، يأمل أن حلفاءه السياسيين الإسلاميين أن يكونوا بمثابة ثقل موازن لمعارضيه من التيارات السياسية الأخرى، مشيرة إلى أن الشعور بالغضب والإحباط زاد لدى كثير من المصريين من مرسي، حيث لم تشهد الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد تحسنًا على مدى عام من حكمه. وأوضحت أنه في الأسابيع الأخيرة، اتخذ مرسي وجماعة الإخوان المسلمين خطوات لمغازلة الإسلاميين المتشددين لدعمهم قبل المظاهرات التي يأمل النشطاء المناهضون للحكومة أن تكون أكبر من الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك قبل عامين. ومن بين تلك الخطوات، دعت جماعة الإخوان لتنظيم تجمعات جماهيرية لدعم الرئيس. كما كافأ الرئيس أيضًا مؤيديه عن طريق تعيين عدد من الإسلاميين كمحافظين في محافظات مختلفة، واستمر مرسي في التواصل قبل احتجاجات الأحد القادم مع جماعات أكثر محافظة مثل الجماعة الإسلامية - وذراعها السياسية، حزب البناء والتنمية - وحزب النور السلفي. وتابعت "جلوبال بوست" أنه في محاولة أخرى لتعزيز دعم الإسلاميين قبل 30 يونيو، قطع مرسي في وقت سابق من هذا الشهر العلاقات الدبلوماسية مع الرئيس السوري بشار الأسد؛ بسبب رفض العديد من السنة المتشددين للمذهب الشيعي. وقد حاز قرار مرسي بقطع العلاقات مع سوريا على ثناء كثير من مؤيديه الإسلاميين، لكن نقادًا وجماعات حقوقية يقولون: إن هذه الخطوة، من بين أمور أخرى، تؤدي إلى تأجيج التوترات الطائفية بشكل مأساوي في مصر. وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأسبوع التالي، تم قتل أربعة من الشيعة من قِبَل سكان ينتمون للمذهب السني في قرية أبو مسلم. وعلى الرغم من إدانة مرسي للعنف في بيان صدر الاثنين، لكنه فشل في توجيه اللوم على الخطاب المتشدد لشيوخ السلفية في البلاد. وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن شادي حميد، مدير الأبحاث في مركز بروكنجز الدوحة قوله: إن "استراتيجية مرسي للحفاظ على دعم حلفائه الإسلاميين المتشددين شلت قدرته على إدانة تصريحاتهم التحريضية خوفا من إغضابهم"، مضيفًا أن "مرسي وجماعة الإخوان المسلمين يصبون تركيزهم نحو شيء واحد فقط في هذه اللحظة وهو "البقاء"، وأنه "عندما يكون "البقاء" هو أول اهتماماتك، فإنك تصبح على استعداد متزايد لتقديم تنازلات أخلاقية".