سخرت الصحيفة الفرنسية "سلات" من النقد الذي يقوده الإعلام الغربي وخاصة الصحف الأمريكية ضد ما يحدث في مصر، والذين يصفون إقالة الرئيس محمد مرسي بالانقلاب العسكري. وأوضحت أن حالة الانقلاب كما تدعي الصحف الأمريكية، لا تنطبق على الحالة المصرية، فوفق للتعريف الشائع لمعنى كلمة "انقلاب" هو أن "عندما يسقط الجيش أو مجموعة من الجيش السلطة ويصعد إلى الحكم ويجبر باقي أطراف الدولة على اتباع أوامره"، وهذا لم يحدث حيث سلم الجيش السلطة مباشرة إلى المحكمة الدستورية العليا طبقًا للدستور المصري. واستشهدت الصحيفة الفرنسية بما ذكره الاستاذ في كلية الحقوق بجامعة لويز أند كلارك، اوزان فارول أن إقالة الرئيس مرسي ليس انقلابًا عسكريًّا بل هي عملية ديمقراطية، فهناك سبع مؤشرات تؤكد أن تدخل الجيش عمل ضروري وديمقراطي وهم: - عندما يتدخل الجيش ضد نظام استبدادي أو قمعي. - حينما يستجيب الجيش لمطالب المعارضة السياسية المستمرة ذات العدد الأكبر ضد النظام - حينما يرفض النظام الاستبدادي والقمعي الاستقالة استجابة للمطالب الشعبية. - حينما يناصر الجيش الشعب، كما يتمتع الجيش بعلاقات وثيقة مع شعبه قائمة على الاحترام. - يحق للجيش أيضًا عمل انقلاب عسكري ضد الرئيس الاستبدادي الذي لا يستطيع الشعب الخروج ضده. - يكون تدخل الجيش عمل ديمقراطي إذا دعا إلى انتخابات حرة ونزيهة خلال مدة قصيرة. - أخيرًا، إذا نقل الجيش السلطة إلى قادة ديمقراطيين منتخبين من جديد. وتضيف الصحيفة، أن التدخل العسكري المصري يدخل ضمن هذه المبادئ وعلينا انتظار المؤشر الأخير بعد إجراء انتخابات نزيهة، فالرئيس مرسي منتخب ديمقراطيًّا، لكنه تحول إلى استبدادي بعد وصوله للحكم، مشيرة إلى أن هناك انقلابات لا يزال يحتفل العالم بالديمقراطية التي جلبتها على الرغم من انطلاقها ضد رؤساء منتخبين لكنهم تحولو إلى ديكتاتوريين. وتتابع: هذه الحالة تنطبق على الانقلاب العسكري في تركيا عام 1960 حيث تدخل الجيش التركي لإقالة الحزب الديمقراطي المنتخب والذيس ارتكب انحرافات استبدادية أثارت القلق لدى الصحافة والمفكرين، كما أن هذه الحالة تشبه أيضًا ثورة " الوالت " في البرتغال 1974 حيث تدخل الجيش ضد الرئيس الاستبدادي استادو نوفو والذي سبب انحطاط اقتصادي وورط بلاده في مشكلات خارجية. وتشير "سلات" إلى أن التدخل العسكري في 30 يونيو في مصر يشبه تدخله لمناصرة الشعب المصري لإقالة الرئيس مبارك، فلولا ضغط الجيش ما استقال مبارك. ولفتت الصحيفة إلى أن من الضروري أن يكون الجيش يقظًا حتى يمنع وصول رئيس استبدادي للبلاد، مشيرة إلى أن ما حدث في مصر شبيه بالنظام التركي، فأردوغان هو الآخر وصل إلى الحكم عقب انتخابات جاءت بعد الانقلاب العسكري الأبيض الذي قام به الجيش في عام 1997 ضد نظام يتعدى على حريات المجتمع.