القد س ، تلك الأرض الطيبة ، المباركة ، الارض التي كان اليها الاسراء ، ومنها كان المعراج للسموات العلى ، بآخر الانبياء والمرسلين ، محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم ، بيت المقدس ، ذات الفضائل الكثيرة ،ورد بفضلها الاحاديث النبوية العديدة ،وهي اولى القبلتين ،وثاني المسجدين ،وثالث الحرمين الشريفين . وفي الاثر عن رسول الله قال : (( من أراد أن ينظر إلى بقعة من بقع الجنة فلينظر إلى بيت المقدس)) وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ((بيت المقدس بنته الأنبياء وعمرته، وما فيه موضع شبر إلا وقد سجد عليه نبي أو قام عليه ملك )) ،وهي مقر الانبياء ، ومقصد الأولياء ،ومدفن الرسل ،ومهبط الوحي ، قامت بها المدن والحضارات والممالك والدول ، وجاءت اليها الجيوش والشعوب والجماعات ،ولذلك كله، تجد في القدس ارثاً تاريخياً عظيماً وتراثاً ثقافياً رائعاً . بدأت الحفريات في القدس الشريف منذ القرن التاسع عشر ، على يد بريطانيين ، واستمرت شيئياً فشيئاَ وعلى فترات حتى تم احتلال الضفة الغربية ومدينة القدس عام 1967، ومباشرة بعد اربعة ايام من احتلال مدينة القدس ، هدمت السلطات الاسرائيلية حي المغاربة كاملاً ، وطردت سكانه البالغ عددهم (650) شخصاً كانوا يقطنون في(135) منزلاً اضافة للدكاكين والمساجد والمدارس التي كانت في الحي ، كما قامت السلطات الاسرائيلية بالاستيلاء على مفاتيح باب المغاربه، احد ابواب الحرم القدسي الشريف ، منذ الاحتلال ولغاية الآن ، وحولت المنطقة الى ساحة كبيره مبلطة أمام حائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الاقصى المبارك ) وتبلغ مساحة الحي المهدوم حوالي (116) دونماً ويشكل ما نسبته 12% من مساحة البلدة القديمة في القدس. أن طريق باب المغاربه هو ما تبقى خلف الحائط الغربي للمسجد الاقصى المبارك (حائط البراق) بعد الحفريات الاسرائيلية التي اجراها (بنجامين مزار) و(دان باهات) منذ عام 1968م. وتقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلي الآن بأعمال حفريات في المنطقة الغربية من ساحة البراق . قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي في 24 /9 /1996 بالإعلان عن فتح باب نفق بجانب جدار المسجد الاقصى المبارك ، وهو النفق الغربي الذي يقدر طوله بحوالي (470م) وهو محاذ للجدار الغربي للمسجد الاقصى المبارك ، واستخدمت السلطات الاسرائيلية اثناء اعمال الحفريات المواد الكيماوية التي كان لها اثر كبير على اساسات العقارات الاسلامية ، وقد أكد ذلك خبير اليونسكو مسيو لومير في تقاريره للمدير العام لليونسكو . السلطات الاسرائيلية تقوم صباح يوم الاحد 5/ 4/ 2009 بسرقة حجر اثري من ارض الخاتونية الوقفية ضمن موقع القصور الاموية (قصر الامارة ) جنوب المسجد الاقصى المبارك. إسرائيل تقوم بأعمال حفريات بمحاذاة مسجد ومجمع عين سلوان التابع للأوقاف ، وتخطط للاستيلاء على موقع مسجد عين سلوان وما حوله وتحويله الى موقع سياحي وهدم بيوت في سلوان لتخفيف الكثافة السكانية الاسلامية في المنطقة ، حيث انذرت سكان حي البستان في سلوان وطلبت منهم اخلاء بيوتهم لهدمها تمهيداً لاجراء حفريات في المنطقة التي يدعي اليهود انها ضمن الحوض المقدس (مدينة داوود) ، علماً بأنه لا يوجد أي دليل مادي وعلمي على ما يدعيه اليهود. كما تقوم بأعمال حفريات في منطقة الواد في الجهة الغربية من المسجد الاقصى المبارك وقامت ببناء كنيس يهودي هناك لا يبعد عن الحرم الشريف اكثر من (50م) ، كما انها تنوي ربط الانفاق والحفريات التي تقوم بها في الاجزاء الجنوبيةوالغربية من المسجد الاقصى بمنطقة سلوان من خلال نفق يربط بينهم بطول لا يقل عن (600م) . وبتاريخ(1 / 2 /2009) انهارت ارضية غرفه صفيه في مدرسة بنات القدس الاساسية والتابعة لوكالة الغوث الدولية في سلوان جراء هذه الحفريات . إن اسرائيل تهدف من اعمال الحفريات بشكل عام وفي طريق باب المغاربه بشكل خاص ، الى تغيير المعالم التراثية والثقافية الاسلامية في الموقع ، وتوسعة ساحة البراق (ساحة المبكى حسب زعمهم ) لتصل الى الساحة الخلفية الجنوبية للمسجد الاقصى المبارك ولتسهيل دخول القوات الاسرائيلية للحرم الشريف وطمس الآثار الاسلامية المملوكيه والامويه والأيوبية في الموقع ، كما يفكرون ببناء (شبه هيكل) قائم على اعمدة بحيث تبقى الصلاة في الساحة السفلية ويرتفع البناء فوق الاعمدة ليصبح على مستوى المسجد الاقصى المبارك ومنه يستطيعون الدخول الى الحرم الشريف ، كما انهم يدعون ان هناك بوابه للهيكل المزعوم تحت بوابة المغاربه وعلى بعد 9م اسفل منها . يوجد مسجد البراق ضمن الجدار الغربي للحرم الشريف ويمتد لخارج الجدار بغرفتين ، تم اغلاق البوابه بين مصلى البراق والغرفتين المذكورتين ، وتقوم المصليات اليهوديات بالصلاة في هاتين الغرفتين . ملاحظات عامة :- -80% من الآثار المكتشفة هي اسلامية و20% منها بيزنطية ورومانية. -اسرائيل تقوم من خلال اجهزة الدولة كافة، والمدارس والجمعيات الدينية بعملية ممنهجه للسيطرة على الاقصى وتهويده ، وان الحفريات التي تقوم بها هي احدى آليات التهويد المتبعه. -النية المبيته لإسرائيل هي السيطرة على الاجزاء السفلية من اسوار المسجد الاقصى المبارك وبالتالي اجراء الحفريات الجديدة تحت باب المغاربه باتجاه الداخل ، والنتيجة تقسيم الاقصى الى جزأين ، علوي وسفلي كمرحلة اولى لمرحلة مستقبليه للاستيلاء على كامل الموقع. ان اسرائيل تخالف الاتفاقيات الدولية ، خاصة اتفاقية لاهاي 1954، المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية في فترات النزاع المسلح ، واتفاقية جنيف لعام 1949 ، وتوصيات المؤتمر الدولي حول التنقيب عن الآثار في نيودلهي عام 1956 والاتفاقية الدوليه لحماية التراث الحضاري والطبيعي سنة 1972 وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (681) والذي بنص على "أن احكام اتفاقية جنيف الرابعة تنطبق كذلك على الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس ". عادل احمد بيسح رئيس قسم الدراسات والمعلومات إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك المملكة الأردنية الهاشمية وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية مديرية شؤون القدس وشؤون المسجد الاقصى