يقام غدًا الخميس بمسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين عزاء شيخ مخرجي المسرح المصري حسن عبد السلام، الذي رحل مساء أول أمس الاثنين بهدوء عن عمر ناهز 86 عامًا، بعد رحلة طويلة من معاناة أمراض الشيخوخة لم تمنعه من مواصلة العمل، وكان آخر أعماله مسرحية "ابنتي الجميلة" قبيل ثورة يناير. الراحل الكبير صاحب رصيد ضخم بلغ حوالي 200 مسرحية بينها عدد من أشهر المسرحيات الكوميدية في تاريخ المسرح المصري منها: "المتزوجون"، "سيدتي الجميلة"، "أهلاً يا دكتور"، "اخويا هايص وانا لايص"، "موسيقى في الحي الشرقي"، "طبيخ الملائكة"، "فارس وبنى خايبان"، "جوليو ورومييت"، "رصاصة في القلب"، "القشاش"، "العسكري الأخضر"، "هالة حبيبتى"، "العالمة باشا"، "أنا والحكومة"، "أولاد ريا وسكينه"، "إدلعى يا دوسة"، "ربنا يخلي جمعة"، "يا غولة عينك حمرا"، "نساء السعادة"، و"مراتي زعيمة عصابه". ورغم أنه اشتهر وانحاز في أشهر أعماله إلى الكوميديا الموسيقية، إلا أن له إسهامات هامة أخرى، فهو أول من قدم المسرح الآسيوي في مصر من خلال مسرحية "راشومون"، وأول من قدم الكوميديا السوداء الموسيقية في "طبيخ الملائكة". جمع شيخ المخرجين الراحل بين العمل في مسرح القطاع العام والخاص والمدرسي، وله تجربتان مميزتان في السودان والكويت، وهو من مؤسسي مسرح الثقافة الجماهيرية والفرقة الاستعراضية، ومن خلالهما قدم أعماله في مسرح السامر بالقاهرة، ومسارح القرى في المحافظات المختلفة من النوبة إلى مرسى مطروح، كما ساهم في فرق المسرح الغنائي، ومشروع الفنان الشامل لفرقة الآلات الشعبية. ارتبطت حياة "بابا حسن"- اللقب الأثير للراحل الكبير في الوسط الفني- بالمسرح الذي عشقه منذ كان طالبًا بالثانوي، والمفارقة أنه من مواليد 27 مارس الذي يحتفل فيه المسرحيون حول العالم بيوم المسرح العالمي. تزوج الراحل الكبير ثلاثة مرات كان منها مرة واحدة من الوسط الفني هي الراحلة الكبيرة المطربة هدى سلطان وللراحل من زيجته الأخيرة ولد وبنت، "مصطفى" الذي اتجه للتمثيل وقدمه والده في آخر مسرحياته، و"فاطمة الزهراء". نال الراحل الكبير العديد من التكريمات كان آخرها جائزة الدولة التقديرية في الفنون 2012، وكرمه المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثانية، وفي المهرجان التاسع عشر لنوادي المسرح المصري عام 2009، كما كرم عام 2010 في "يوم الوفاء للمسرح الحديث".