أنا في قمة السعادة، الجيش لم يكهرب احد اليوم..سعيد فقد نشرت المصري اليوم أن هناك “اتجاها قوياً” داخل الأعلى للقوات المسلحة لإجراء انتخابات مجلس الشعب في سبتمبر وتأجيل الرئاسة إلى يونيو 2012. آه وربنا .. قال لك يونيو 2012. معلوماتي في الحساب أن الستة أشهر التي وعد بتسليم السلطة خلالها لسلطة مدنية لن تنتهي في يونيو 2012.. لكن معلوماتي في السياسة أن الجيش سبق أن مد فترة بقائه حتى أخر العام ولم يعترض احد ليكتشف حقيقة بسيطة: الموضوع سهل. لست الوحيد قوى الملاحظة الذي قرأ عن “الاتجاه القوى” ولم يقرأ نفي، ولست الوحيد ثاقب البصيرة الذي انتبه للانقضاض على إرادة 14 مليون صوتوا لسيناريو وعد بعودة العسكر لثكناتهم قبل نهاية العام. الكل يرى، لكن المصلحة في الصمت، مرشحو الرئاسة ابتلعت القطه لسانهم وسعداء بأنهم يستعدون للانتخابات، البرادعي كتب على تويتر “أسبقيتنا الآن ليست الانتخابات في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة لكن دستور جديد، إعادة الأمن ،حوار وطني، وإعلام مستقل”، وهو كلام رائع.. لا ينقصه سوى أن يضيف “وطظ في ال 14 مليون الذين صوتوا في 19 مارس لصالح سيناريو أخر”. الأحزاب الوليدة سعيدة بأنهم “يستعدوا”، وإخوان يخشوا من مواجهة مع الجيش، ونشطاء مبتهجين بالجيش الذي يحمينا من السلفيين ..وسلفيون وفقا لحازم شومان لا يرحبون بانتخابات تأتى بالبرادعى الليبرالي ويريدون” الناس اللي فاهمه.. بتوع الفكر.. ليعرض عليهم المرشحين .. كي لا يختار الناس كافر”. تتصور أن الشيخ جاهل، وأتصور انه يفهم سياسة تماما كالبرادعى، الكل يأمل أن يساعده العسكر في تهيئة المناخ لإقصاء خصومه.. لقد وقعنا في الفخ.. المشكلة انه لا توجد ثورة تحول المدنيين لمحاكم استثنائية وتقيد حرية التظاهر، والأهم لا توجد ثورة شعارها مدنية.. مدنية تسلم نفسها للعسكر حتى يونيو 2012. الشعب غير جاهز لينتخب مرشحنا.. نغمة تردد اليوم.. ولكن لا احد يفكر في انه “ربما” يكون هناك من هو غير جاهز لينتخبك الشعب غدا. اعلم أن الجيش لا يريد “الآن” أن يحكم، ولكن هل يعي احد شبكة المصالح التي يمكن أن تبنى حتى يونيو 2012 .. سنة وثلاثة أشهر كافية لإعطاء مشروعية كاملة لمن سيتصدى خلالها للفتنة الطائفية والحوادث الإرهابية والانهيار الاقتصادي، لماذا نصنع بأيدينا “بنتاجون”على الطريقة التركية نظل نقاوم سيطرته عقودا. افهم أن يسعى العسكر للبقاء، ولكنى لا افهم التواطؤ بحجة: لم نخرج للثورة ليكون عمرو موسى رئيسا لمصر. هناك شخصنه غير مريحة.. أي شخص منتخب أيا كان يمكن الضغط عليه في الشارع ويمكن تغييره في انتخابات قادمة، وما يجرى استبدال فزاعة “الإخوان” التي وئدت بها الانتخابات النقابية والطلابية والبرلمانية في مصر ل 30 عاما بسلسلة فزاعات متنوعة، وشخصيا لم اخرج للثورة كي ينجح مرشح ما للرئاسة أو ليحوز التيار السياسي الذي انتمي له على الأغلبية.. أريد دوله مدنيه ولا أنوى الاحتماء بالجيش لأني أخشى الوطني والإخوان والسلفيين والعلمانيين. من يتصور أن الشعب سينتخب الكفرة تماما كمن يتصور أن الشعب سينتخب المتطرفين والفاسدين.. وكلاهما معزول عن الناس ويريد الجيش ليحميه. قرأت استيت لصديق كتب بعد الاستفتاء “الشعب خطر على الثورة”.. وهو أسلوب تفكير “مرعب” ..وعموما ليس المعتاد أن يختتم مقال بدعاء ولكنى على سبيل التجديد سأنظر للسماء واصرخ بحماس: حتودونا في داهية.. الله يخرب بيتكم.