يشهد الرأي العام التونسي اختلافا شديدا حول الأحداث الأخيرة التي تشهدها مصر خاصة سقوط حكم الإخوان المسلمين بعد إقالة الرئيس محمد مرسي، ونظرا لخوف السلطات التونسية والتي تتمثل في حركة " النهضة التونسية " أو المعروفة ب " الإخوان المسلمين في تونس " من انتقال عدوى هذا التمرد إلى بلادها، عمدت إلى مهاجمة تظاهرات 30 يونية واصفة اياها بالانقلاب العسكري على الحكم. وفي هذا السياق، علق رئيس حركة النهضة التونسية " راشد الغنوشي " على ما حدث في مصر وخوفه من انتقال هذه الأحداث إلى تونس في حوار له مع صحيفة " الشرق الأوسط "، قائلا " بعض الشباب الحالم يمكن أن يظن أنه يستطيع أن ينقل ما يقع في مصر لتونس، ولكن هذا إضاعة للجهود، وما اعتبره القياس مع وجود الفارق"، وقد أثار هذا التصريح جدلا كبير، حيث إن حركة النهضة تتعامل بغطرسة مع التظاهرات أو دور الشباب، وهو نفس الخطأ الذي ارتكبه الإخوان المسلمين في مصر. كما نقلت صحيفة " الإخبارية " التونسية عن رابطة حماية الثورة التونسية التابعة لحركة النهضة التونسية تهديدها بالوقوف بشدة أمام من يحاول تكرار سيناريو التظاهرات المصرية في بلادها، حيث وجهت الرابطة على صفحتها على " الفيس بوك " رسالة إلى كل من يحلم بإسقاط الشرعية والاعتداء على مبادئ الثورة وأسسها على حدّ تعبيرها بأنّها ستتصدّى لهم. وأكدت رابطة حماية الثورة أيضا، أن "كل من يسعى إلى الانقلاب وإعادة الزمن إلى الوراء من خلال تنصيب التجمعيين من جديد، فإن تونس ليست مصر ومجالس حماية الثورة على أهبة الاستعداد للذود عن البلاد والعباد" حسب قولهم، وشددوا على أنهم مستعدون لمواجهتهم قائلين "لا تختبروا صبرنا". ولكن المعارضة التونسية لها رأي آخر تجاه ما يحدث في مصر، حيث أعلن مجموعة من الشباب عن إطلاق حركة " تمرد " تونس للخلاص من حكم حركة النهضة، كما تمكنت الحركة من جمع حوالي 200 ألف توقيع خلال أمس، كما دعم عدد من الشخصيات المعارضة وبعض النواب في المجلس التأسيسي هذه الحركة الجديدة التي تحاول وضع حد لحكم إخوان تونس، حيث دعى عدد من نواب المعارضة التونسية في المجلس الوطني التأسيسي إلى "مليونية تمرّد سلمية على غرار ما يحدث في مصر لأجل تصحيح المسار وتعبيرًا عن رفض الانطلاق في مناقشة مشروع الدستور". ويتحدّث بعض التونسيين منذ اندلاع الثورة ضدّ الاخوان المسلمين في مصر، عن حراك مشابه قد تشهده تونس في أيّ لحظة، ضدّ حكومة علي العريض التابع لحركة النهضة.