كشف رجل الدين اليهودي "يعقوب مادان"، اليوم الأحد، عن أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" يقف وراء المداهمات اليهودية لباحة المسجد الأقصى، وجاءت تصريحات الحاخام خلال ندوة أقيمت في مركز تراث رئيس الوزراء الأسبق مناحيم بيجن، للبحث في قضية صلاة اليهود في باحة الأقصى، هل هي قانونية أم لا وهل يجيزها الشرع اليهودي أم لا. وقال مادان وهو رئيس الكنس في مستوطنات "غوش عتسيون" ببيت لحم إن هناك انطباعًا خاطئًا لدى الرأي العام الإسرائيلي والعالمي، إذ يحسبون أن هناك مجموعة مهاويس من اليهود يأتون للصلاة وهناك أجهزة أمن تحاربهم، بينما هي الحقيقة عكسية، مضيفا "إن غالبية رجال الدين اليهود يرفضون الصلاة على المسجد "جبل البيت" بينما المخابرات تحثنا على القدوم باستمرار إلى هناك وأداء الصلاة". وأضاف وسط ذهول الحضور "إن مسئولين سابقين في جهاز الشاباك نصحوه شخصيًا بتوسيع وتسريع إحضار يهود إلى الحرم القدسي من أجل تعزيز السيادة الإسرائيلية في المكان"، وروى مادان كيف استدعاه رئيس الدائرة اليهودية في الشاباك إلى مكتبه وراح يوبخه لأنه ورفاقه رجال الدين اليهود الآخرين لا يرسلون الشباب اليهودي للصلاة في الباحة، وقال له "إذا لم يصل اليهود في باحة الأقصى فإن إسرائيل ستفقد سيطرتها على المكان المقدس، ونحن في الشاباك نخصص قوات أمن كبيرة في الباحة ومن حولها لكي نضمن لكم الأمن ولا نسمح لأحد بالاقتراب منكم، فلماذا تتركون الساحة فارغة للصلاة الإسلامية". ويُطرح موضوع الصلاة في باحة المسجد الأقصى باستمرار للنقاش في الكيان الإسرائيلي، إذ يؤيدها المتدينون المتطرفون سياسيًا من المستوطنين وقسم من الليكود، ويرفضها المعتدلون والمتزمتون دينيا لأنهم يعتقدون بأن المسجد الأقصى أو الصخرة كليهما مبني على ركام ما يسمى بهيكل سليمان ويعتبرون الدوس على أرضه تدنيس له، وفق زعمهم. لكن المؤيدين المدعومين من سلطات الاحتلال ينظمون حملات واسعة لترتيب الصلاة في باحات الأقصى، وتخطط هذه القوى لإدخال 15 ألف مصل يهودي إلى باحة الأقصى خلال السنة الجارية، ويُذكر أن عدد الذين اقتحموا الأقصى للصلاة منذ مطلع السنة بلغ ألفي مدني وألف جندي في الجيش ومائتي ألف سائح أجنبي. وطبقا لما أوردته وكالة "سما" الإخبارية اليوم فإن المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو عطا صرح بأن قسمًا كبيرًا من هؤلاء السياح يدخلون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال، كاقتحامات المستوطنين، ويتعمدون انتهاك حرمة المسجد الأقصى بلباسهم الفاضح بهدف فرض اعتبار ساحات المسجد الأقصى ساحات عامة. وقال "إن مخطط رفع سقف عدد المصلين اليهود في باحة الأقصى يهدف إلى تحقيق رغبة المستوطنين في فرض الوجود شبه اليومي داخل المسجد، تمهيدًا للمطالبة بتقاسم الأقصى بين المسلمين واليهود، كما يحصل في المسجد الإبراهيمي في الخليل". وأشار إلى أن شرطة الاحتلال تعمل على أن يزور اليهود باحة الأقصى ما بين الساعة السابعة والنصف صباحا وحتى الساعة 11 قبل الظهر يوميًا، وخلال ذلك يتم منع المصلين المسلمين من دخول المسجد رجالا ونساء، إلا من أعمار متقدمة، مؤكداً أن هذا مؤشر خطير على بدء تنفيذ مخطط تقسيم المسجد الأقصى.