قال الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين إن العالم الذي نعيش فيه لا يقع فيه إلا ما يريد الله عز وجل، وإن الخلق لو اجتمعوا على أمر لم يأذن به الله فلن يقع، وأن الخلق لو اجتمعوا على منع أمر أذن الله به فلن يمنعوه ،وإن من ينصره الله لا غالب له، وأن من يخذله الله فلا ناصر له. وأكد بديع فى رسالته الإسبوعية التى حملت عنوان " كُنْ قَوِيًّا بالله" أن الكيد والمكر ضد الإسلام لم يتوقف لكن الله سبحانه يحبِط مكرهم، بل يرده إلى نحرهم، ويرجع بالهلاك على أنفسهم قائلا: إن لله أولياء لا يخشون أحدا سواه، وللشيطان أولياء يلْقي بالرعب في قلوبهم من كل شيء، وقد حذرنا الله من ذلك فقال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) وأشار بديع إلى أن المتأمل في الواقع العالمي والناظر لما يدور في العالم الإسلامي يدرك حجم المؤامرة التي دبِر لها بليل، وخطط لها في الظلام لوقف المد الإسلامي ومنع الصحوة الإسلامية في ديار المسلمين من أن تأخذ مداها، وتقتلع ما سواها لتنهض أمتهم وترتفع رايتهم، فيعم العدل، وتنتشر الرحمة، وتتحقق المساواة، ويتمتع الجميع بالحرية، ويأمن الجميع -من أسلم ومن لم يسلم- على نفسه وماله وعرضه. وأكد بديع أن المسلم أمام هذا المكر الرهيب، وما ينشر من أراجيف، ويذاع من إشاعات لا يتأثر، ولا يتسرب إلى قلبه أدنى شك من وعد الله تعالى لنصرة دينه، وإظهار نور الإسلام قائلا إن المسلم ليزداد إيمانا وتسليما وقد وعد الله عز وجل بنصرة من ينصره، بل ويثبِت قلبه فلا يزيغ لا قلبه ولا بصره، وفي المقابل يحبط أعمال الكارهين للإسلام ووجه بديع رسالته إلى أبناءه قائلا اعلموا أن صلاح أمركم، وسر انتصاركم، يكمن في الإيمان الحي لأنه هو الذي يحيي الضمير، ويوقظ الشعور، ويُنَبِّه القلوب، ويترك مع كل نفس رقيبًا لا يغفل، وحارسًا لا يسهو، وشاهدًا لا يجامل ولا يحابي، ولا يضلُّ ولا ينسى، يصاحبها في الغدوة والروحة والمجتمع والخلوة. وأضاف أن الإيمان الحي هو الذي يجمع أشتات الفضائل، ويلم أطراف المكارم، ويجعل لكل فضيلة جزاء، ولكل مكرمة كفاءً، ويدعو إلى تزكية النفوس والسمو بها، وتطهير الأرواح وتصفيتها. وقال بديع إن ما يلحقنا من أذى وعنت من القريب والبعيد، والعدو والصديق، والداخل والخارج، يحتاج منا إلى لجوء وتضرع إلى الله في الصلاة، ويتطلب منا توطين النفس على الصبر، وتدريبها على التحمل والحلم. وخصص بديع جزء من رسالته للاستعداد لشهر رمضان قائلا في هذه الأيام المباركة يجب أن يهيئ المسلم نفسه، ويعد قلبه لاستقبال النفحات الرمضانية، وفيض الرحمات الربَّانية، وأن يخرج من هذا الشهر بأعظم الأجر والثواب، ولعله أن يفوز بالعتق من النيران وذلك بأن يتحقق بتلك الأمور على سبيل المثال منها " المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة، وإتقان تلاوة القرآن الكريم والوقوف على القواعد الأولية للتجويد؛ و مراجعة ما تحفظ من القرآن الكريم وتُعَوِّد النفس وتُدَرِّبها على عمل الخير، وتيسير المصالح للناس،و أن يبادر كل مسلم بالصُّلح والسلم الاجتماعي بينه وبين أقاربه، وبينه وبين جيرانه، وبينه وبين زملائه في العمل، وأن ينزع من قلبه الغلّ والحقد والحسد للآخرين، وأن يملأ قلبه بالحب لهم؛ لأنه الطريق الآمن إلى الجنة. كما وجهه بديع نداء إلى الإخوان المسلمون قائلا "أخلصوا لله دينكم، واصدقوا مع الله في كل أعمالكم، وأجيبوا نداء ربكم في الصلوات الخمس، وتدبَّروا القرآن الكريم، وأَحِلُّوا حلاله وحرِّموا حرامه، وصَدِّقُوا بوعوده وأخباره، واعتبروا بما قصه عليكم من أخبار الأولين، وتعبَّدوا الله بحب الناس، والإحسان إليهم، حتى ولو أساءوا إليكم، وكونوا إلفًا مألوفًا؛ لأنه لا خير فيمن لا يألف ولا يُؤلف، كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وافعلوا الخير للناس أجمعين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )"