دعا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المسلمين في كافة نبوع الأرض للتأمل في الواقع العالمي والناظر لما يدور في العالم الإسلامي. ليدرك العالم حجم المؤامرة التي دُبِّر لها بليل، وخُطِّط لها في الظلام لوقف المدِّ الإسلامي، ومنع الصحوة الإسلامية في ديار المسلمين من أن تأخذ مداها. وأضاف بديع في خطبته الأسبوعية أن الموقف هو الموقف، والزمن هو الزمن، والحال هو الحال الذي قال فيه آخرون وقد وعد الله عز وجل بنصرة من ينصره، بل ويُثبِّت قلبه فلا يزيغ لا قلبه ولا بصره، وفي المقابل يحبط أعمال الكارهين للإسلام و أوضح أن كل ما سبق يلقي بالطمأنينة في قلوب المؤمنين، ويمنحهم السكينة والأمن، مهما تألَّبت عليهم قوي الشر والطغيان، ويدفع بالأمة أن توثق صلتها بربِّها، وتُجدِّد إيمانها بالقويِّ القادر القاهر فوق عباده الحكيم الخبير.. وطلب بديع من المسلمين أن يعلموا الصالح ليصلح الله أمرهم، وسرُّ انتصاركم، يكمن في الإيمان الحي؛ لأنه هو الذي يحيي الضمير، ويوقظ الشعور، ويُنَبِّه القلوب، ويترك مع كل نفس رقيبًا لا يغفل، وحارسًا لا يسهو، وشاهدًا لا يجامل ولا يحابي، ولا يضلُّ ولا ينسى، يصاحبها في الغدوة والروحة والمجتمع والخلوة، ويراقبها في كل زمان ويلاحظها في كل مكان، ويدفعها إلى الخيرات دفعًا، ويدفعها عن المآثم دفعًا، ويجنبها طريق الزلل، ويبصرها سبيل الخير والشر. وأضاف أن الإيمان الحي هو الذي يجمع أشتات الفضائل، ويلمّ أطراف المكارم، ويجعل لكل فضيلة جزاء، ولكل مكرمة كفاءً، ويدعو إلى تزكية النفوس والسمو بها، وتطهير الأرواح وتصفيتها. واستكمل قائلاً: الإيمان الحي قبس من روح الله تعالى، السارية في ذرَّات هذه النفوس وفطرتها، يضيء ظلامها وتشرق بنوره، ويأوي إليها فتهشّ له، فإذا تمكن منها كان كل شيء له ، وقد علمنا الأستاذ البَنَّا رحمه الله أن نكون كما يجب، وكما يحب ربنا ويرضى فقال "أنتم روحٌ جديدٌ يسري في جسد هذه الأمة ليحييها بالقرآن" واجبنا أن نزداد طاعةً وصبرًا ، حتى نكون أهلا لأن يمدّنا الله بنصره، ويمنحنا تأييده يجب علينا أن نزداد إيمانًا بالإكثار من الطاعات، لا سيما في هذه الأيام المباركة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يترقبها فإذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان". وأوضح قائلاً إن ملحقنا من أذى وعنت من القريب والبعيد، والعدو والصديق، والداخل والخارج، يحتاج منا إلى لجوء وتضرع إلى الله في الصلاة، كما أنه يتطلب منا توطين النفس على الصَّبْر، وتدريبها على التحمُّل والحلم. وبتقوى الله عز وجل وطاعته تلين لك القلوب القاسية، وبالصبر تصل إلى غايتك وتحقق ما تريد ، جاء ذلك عقب ليله دامية من الاشتباكات و الاعتداء علي مقارات الإخوان و حزبهم مساء الأربعاء 26 يونيو.