عرض المذيع محمود العزالي أحد مصابي ثورة يناير وكبير المراسلين بقناة النيل للأخبار وأحد من تعرضوا لأشكال مختلفة من الاضطهاد داخل ماسبيرو عددًا من أسباب انهيار قناة النيل للأخبار في دراسة له بعنوان "تليفزيون لا يعرف التوبة"، وقال إن قيادات التليفزيون لم تتعلم الدرس وتناست يوم كانت مذعورة مع اقتراب المتظاهرين يوم التنحى من بوابات ماسبيرو، ولايدركون أن طاعتهم العمياء لن تجلب لهم ولجميع من ينتمى للتليفزيون المصرى إلا الخزى والعار، وأنه رغم عدم وجود كوادر إخوانية في ماسبيرو، إلا أن كثيرًا من قياداته كانت دومًا مستعدة لمنح الولاء لمن يحكم كما كان الحال أيام مبارك ثم المجلس العسكري والإخوان حاليًّا، وهم من ساعدوا وزير الإعلام الإخواني صلاح عبد المقصود على تقنين وضع اثنين من الإخوان من خارج قناة النيل للأخبار، هما ياسر الدكانى ود. بدر الشافعى، عين الأول مديرًا عامًّا للنشرات، والثانى مديرًا عامًّا للبرامج عن طريق مسابقة رسمية أعلن عنها مباشرة بعد الاستعانة بهما بعقد مؤقت براتب يقدر ب 12.500 جنيه رغم الأزمة المالية التى يمر بها التليفزيون المصرى. ومن خلالهما امتلك الإخوان مفاصل قناة النيل للأخبار الذين يراجعون أداءها بقوة، وتحولت إلى آلة إخوانية فاشلة وأصبح غالبية الضيوف من الإخوان أو التيار الدينى، فلم يعد للتوازن وجود فى تغطية القناة. ومن نماذج التحيز في تغطية القناة قيامها بإذاعة كلمة لخيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان على الهواء مباشرة لأكثر من 15 دقيقة فى مؤتمر "تجارب النهضة فى العالم" الذى أعده حزب الحرية والعدالة، وتغطية انتخابات الحزب دون غيره من الأحزاب، وحجب فيديو حمادة صابر المسحول أمام الاتحادية بأمر من ياسر الدكانى، وتبديل كلمة متظاهرين ب "مثيرى شغب"، كما أصدر الدكاني الأوامر بعدم ذكر أى دعوات للتظاهر خاصة بالمعارضة على شريط الأخبار، كما طالب بتغيير مسمى سد النهضة إلى سد الألفية! وأضاف أن الدكانى يمنع تنفيذ ترقيته كمدير لإدارة المراسلين؛ محاباة لأمير فتحى الذى كان يخصص تغطية القناة للانتخابات الرئاسية لحملة الفريق شفيق، والطريف أن الإخوان سعوا بمجرد سيطرتهم على الحكم إلى استمالة الفريق الإعلامي الذي كان يدعم الفلول، فصار ماسبيرو حاليًّا مرتعًا لتحالف الإخوان والفلول. وفي تغطية جمعة "لا للعنف" عرضت القناة الصورة الكاملة لمتظاهرى رابعة العدوية وضخمتها لإخافة المصريين من الحشود الضخمة للإخوان وأعوانهم، ونقلت خطب قياداتهم الذين ملؤوا البيوت المصرية ذعرًا، ومنهم عاصم عبد الماجد وطارق الزمر وغيرهما، بعدما حضر رئيس قطاع الأخبار إبراهيم الصياد إلى استوديو التنفيذ بصحبة رئيس القناة د. على مبارك ورئيس تحرير القناة ياسر الدكانى ومستشار الرئيس لشئون الإعلام لمتابعة وتنظيم البث المباشر لجمعة "لا للعنف" التى دعت بكل صورها للعنف. وخلص إلى أن نظام الإخوان مثل سابقيه يسخر كل إمكانات التليفزيون المصرى لصالحه، وأضاف أنه استعان بمجموعة مختارة للعمل بقصر الاتحادية من محررين ومونتيرين ومخرجين ومراسلين أو مذيعين للعمل فى الفريق الإعلامى للرئاسة يتقاضون رواتبهم من التليفزيون المصرى علاوة على ما يتقاضونه من الرئاسة. وقال إن انهيار استقلالية قناة النيل للأخبار بدأ في عهد عبد اللطيف المناوي الذي نقل تبعيتها من القنوات المتخصصة إلى قطاع الأخبار لإحكام السيطرة عليها.
