مر من الزمان 63 عاما إلا أن "كارثة" ماراكانا لا تزال عالقة في ذهن كل برازيلي إلى الآن، ففي مثل هذه الأيام من عام 1950 جرت واحدة من أبرز المباريات التي سجلها التاريخ والتي سقط خلالها راقصو السامبا وسط أكثر من 200 ألف مشجع في ريو دي جانيرو أمام أوروجواي 2-1 وأحرز الأخير لقب كأس العالم من قلب البرازيل، وها هو اللقاء الكلاسيكي المثير يتكرر اليوم في تمام التاسعة من مساء القاهرة في بطولة أخرى وهي كأس العالم للقارات في البرازيل. البعض قد يظن أن الفوز محسوم للبرازيل نظرا لما تمتلكه من أسماء ونجوم وإمكانيات وجماهيرية وتاريخ مضيء في الكرة العالمية، ولكن القراءة السريعة في تاريخ مواجهات الفريقين يجعلنا نتراجع سريعا عن تلك الفكرة وندرك أننا أمام لقاء كلاسيكي بمعنى الكلمة يمتلك فيه الفريقان كافة الحظوظ لتخطي الآخر، وستكون المتعة مضمونة والمشاهدة ممتعة بكل تأكيد. المنتخب البرازيلي يسعى من خلال هذا اللقاء أن يؤكد أولا لجماهيره في جميع أنحاء العالم أن النتائج الإيجابية التي حققها في الدور الأول وتحقيقه للعلامة الكاملة بالفوز في ثلاثة لقاءات متوالية بثلاثية نظيفة على اليابان ثم المكسيك بثنائية للاشيء وأخيرا 4-2 على إيطاليا لم تكن مصادفة، وأن الفريق بالفعل في حالة تطور مستمر حتى يصل إلى المستوى المنشود عند انطلاق كأس العالم في نفس تلك الفترة من العام القادم. وعلى الجانب الآخر فإن المنتخب الأوروجواياني وبرغم اهتزاز مستواه بعد العامين الذهبيين 2010 و2011 التي حصل في الأول منهما على المركز الرابع بكأس العالم، قبل أن يتوج في الذي يليه بلقب كوبا أمريكا فإن بطولة مثل بطولة القارات ووصوله فيها لنصف النهائي ولما لا مفاجأة البرازيل في عرينها والتأهل للنهائي قد يعيد الفريق لدائرة الثقة من الباب الكبير. لقاء اليوم سيكون صعبا على الفريقين بكل تأكيد وهو ما سيدفع كل من المدرب البرازيلي لويس فيليبي سكولاري والأوروجواياني أوسكار تاباريز على الدفع بقوته الضاربة بغية تخطي الآخر. وستعول البرازيل في المقام الأول على النجم المتألق بشكل لا يصدق في هذه الدورة نيمار ويعاونه مجموعة من اللاعبين المميزين على رأسهم الظهيرين الطائرين مارسيلو وداني ألفيش وصانع الألعاب أوسكار والعملاق صاحب المستوى المتذبذب هالك. أما أوروجواي فيكفيها تواجد مهاجمين في تشكيلتها تلهث أوروبا بأسرها للحصول على خدماتهما هما هداف نابولي إدينسون كافاني ونجم ليفربول لويس سواريز، ليس هذا فحسب ولكن تواجد المخضرم دييجو فورلان والحارس العنيد موسليرا يجعل من الألبا سيليستي خصما صعب المراس. وبالعودة لتاريخ الفريقين فسنجد تكافؤا نسبيا حيث أنهما تواجها من قبل في 71 مناسبة فاز البرازيل في 32 منها بينما ذهب الانتصار للجار الصغير في 19 مرة وحسم التعادل ال19 مواجهة الأخرى. وتعتبير أوروجواي من أكبر القوى الكروية في العالم بحصولها على لقب كأس العالم مرتين كما أنه يتفوق على البرازيل في لقب الأممالأمريكية الجنوبية "كوبا أمريكا" والتي حصل عليها 16 مرة. أما البرازيل فبرغم أنها صاحبة المقام الرفيع في تاريخ كرة القدم بتتوجيها المونديالي 5 مرات إلا أنها تفقد هذا التفوق على المستوى القاري واكتفت بالتتويج بكوبا أمريكا 8 مرات فقط.