تزايد موقف السودان الرسمى المناهض لمصر على خلفية قضية سد النهضة الإثيوبي يفرض الكثير من التساؤلات، فبرغم الأضرار الجسيمة التي ستقع على الخرطوم قبل مصر جراء هذا السد الا أنها لم تكتف بالانحياز للجانب الإثيوبي، بل تعلو تصريحات العداء والسخرية من جانب نظام البشير والموالين له بل وبعض أفراد المعارضة ضد القاهرة. أمس الأحد في مركز أخبار السودان كتب ثروت قاسم، الكاتب المعروف مقالة بعنوان "كيف تكسب مصر ولا تخسر من سد النهضة الإثيوبي " . وبدأ مقاله بمقدمة لفاتحة معلقة عنترة بن شداد "هل غادر الشعراء من متردم ..." واضاف قائلاً" هذا إستفهام يحمل معني الإنكار ، أي لم يترك الشعراء شيئاً يصاغ فيه شعر إلا وقد صاغوه فيه، وبدورنا نتساَل بعد أكثر من 1400 عام علي مقولة عنتر ، هل ترك الكتاب شيئاً عن سد النهضة الإثيوبي إلا وكتبوا فيه، ولكن قليل هم من حاولوا حساب المليارات من الأمتار المكعبة التي سوف يخصمها بناء وتشغيل سد النهضة من ( الحصة المقدسة ) السنوية لمصر في مياه النيل ( 55 مليار ونصف المليار متر مكعب- محسوبة عند اسوان كل سنة ) حسب إتفاقية 1959 بين مصر والسودان ، التي أقصت دول المنابع تماماً . وأضاف قاسم " تذكر وأنت تقرأ هذه المقالة من حلقتين أن المرجعية هي ( الحصة المقدسة ) السنوية لمصر في مياه النيل حسب اتفاقية 1959 ، والبالغ قدرها 55 مليار ونصف المليار متر مكعب محسوبة عند أسوان، ومدى تأثير بناء وتشغيل سد النهضة على هذه ( الحصة المقدسة ) ؟ وكتب قاسم أن هناك فوبيا مصرية مرتبطة بسد النهضة ، وقال"تدعي مصر إن سد النهضة سوف يحرمها من نصيبها المقدس والتاريخي في مياه النيل ... هكذا حتة واحدة وضربة واحدة ؟وزاد قاسم من كلمات السخرية قائلاً " دعنا نري هل للفوبيا المصرية ما يبررها ، وهل يخصم بناء وتشغيل سد النهضة من ( الحصة المقدسة ) السنوية لمصر في مياه النيل حسب إتفاقية 1959 لتقاسم مياه النيل بينها وبين السودان ؟ لهذا الغرض ، دعنا نستعرض ثلاثة فترات زمنية محددة كما يلي : + الفترة الأولي من عام 2013 الي عام 2017 ( أربعة سنوات ) ... فترة إكتمال بناء السد . + الفترة الثانية من عام 2017 الي عام 2023 ( ستة سنوات ) . خلال هذه الفترة ، سوف يتم ملئ البحيرة ( الخزان ) خلف السد بسعة أقصاها حوالي 72 مليار متر مكعب . + الفترة الثالثة لما بعد عام 2023 ولما بعد الانتهاء من ملئ بحيرة السد . خلال هذه الفترة سوف يتم تشغيل السد لتوليد الطاقة الكهرومائية . واسهب قاسم في شرحة المفصل بأن السد لن يؤثر على حصة مصر ولا السودان وقال " أذن التاثير السلبي علي ( الحصة المقدسة ) السنوية لمصر بعد ملئ بحيرة السد وبعد بدء تشغيل السد خلال الفترة الثالثة المذكورة أعلاه سوف يكون صفر كبيراً علي الشمال . في المحصلة ، سوف لن تتأثر ( الحصة المقدسة ) السنوية لمصر والبالغ مقدارها 55 مليار ونصف المليار متر مكعب محسوبة عند اسوان من تشغيل سد النهضة والبخر السنوي من بحيرته . وختم قاسم قائلاً مستعيناً أيضا بجملة الحصة المقدسة كسخرية أن "بناء وتشغيل سد النهضة لن يؤثر إطلاقاً علي ( الحصة المقدسة ) السنوية لمصر في مياه النيل حسب إتفاقية 1959 بين مصر والسودان ... 55 مليار ونصف المليار متر مكعب كل سنة محسوبة عند أسوان . أما السودان فإنه لا يستعمل حالياً كامل حصته السنوية من مياه النيل ، وتبقي حوالي 8 مليار متر مكعب محسوبة عند اسوان غير مستعملة كل سنة.