لكي تكتب شعرًا جيدًا لا تسأل كيف أكتب شعرًا جيدًا، انتبه.. لأن الشعر كالحب يمثل أقصى درجات الانتباه. هكذا تحدث الشاعر الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي أمس أثناء احتفال دار الشروق بإصدار وتوقيع أعماله الكاملة بفرع المكتبة بالزمالك. كان الحضور خليطًا من محبى مريد البرغوثي وابنه تميم وزوجته الروائية المبدعة رضوى عاشور، أستاذة الأدب الإنجليزي والأديبة التي تزوجت الشاعر الفلسطيني المعاقب بحب وطنه لتشاركه هذا العقاب، وتزدهر هذه القصة بمجيء تميم البرغوثي، شاعر آخر مولع بحب الوطن المشترك مصر وفلسطين. عبرت أهداف سويف عن دهشتها من ذلك التكوين الأسري قائلة: "كنت في الجامعة عندما كان مريد ورضوى طالبين بها، وكانا يكبراني بأعوام قليلة، ومع رضوى ومريد عرفت أن الرومانسية "تنفع"، وليست دائما تذهب بك إلى التهلكة، فما بين التنقل والمنفى واللقاء ثم مجيء الطفل، كل ذلك أعطى للقصة وهجًا وبريقًا". وعلقت إحدى الحاضرات عن شعر مريد البرغوثي، فقالت: إنها تشعر أن في شعره نوعًا من البناء المعماري، وذكّرته بسؤال مر عليه منذ 30 عاما - كما ذكر: ما الفرق بينك وبين محمود درويش؟ ووقتها قال مريد: محمود يغني.. وأنا أبني.. وكل له مذاقه.. ليس الأفضل.. وهذا هو الخط الذي أختاره. وأضاف مريد: "أنا أتحدث عن أدوات المطبخ المعادن.. الخشب، واللغة لدي مادية ومحسوسة والهدف منها أنك تشكل بناء، وأرى أنه عندما تكتب عن حب الوطن لا تقُل: أحب الوطن، بل لمن الوطن وبمن وكيف أحبه؟ كما أنه لكي تكتب شعرًا جيدًا لا تسأل كيف أكتب شعرًا، انتبه لأن الشعر كالحب يمثل أقصى درجات الانتباه. ويضيف: إن المسميات ك(عمودي، تفعيلي، نثري...) تصيبني بالمغص اللغوي، فليس هناك أجيال ولا تصنيفات، وحين تحكم على الشعر سلم نفسك للنص كأنك تراه لأول مرة، وكأنك تقرأ الشعر لأول مرة، ووقتها قل هذا شعر من نوع آخر سواء أحببته أم لا، ولكن اعترف به بعد أن تتعرف عليه. أما د. رضوى عاشور فقد امتثلت لطلب أن تنهي الندوة بكلمة منها إلى زوجها وشاعرها، فقالت: "كلامي عن مريد يعد شهادة مجروحة، ولكن أذكر أني عندما سمعته للمرة الأولى على سلم المكتبة المركزية بجامعة القاهرة قلت هذا شاعر، وكنت أنا حاولت كتابة الشعر ولكن بعد أن تزوجنا توقفت.