رحب أزهريون بالدعوة التي أطلقها الدكتور محمد مهنا، مستشار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بسحب شئون الدعوة الإسلامية من وزارة الأوقاف إلى الأزهر، مؤكدين أن ذلك يتناغم مع المادة الرابعة من الدستور والتي تنص على أن :"الأزهر الشريف هيئة إسلامية مستقلة، يختص وحده بالقيام على كافة شئونه، مجاله الأمة الإسلامية والعالم كله، ويتولى نشر علوم الدين والدعوة الإسلامية". كما رأى العلماء أن وزارة الأوقاف أصبحت وكرا للجهاديين والسلفيين ومن قبلهم جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الدكتور طلعت عفيفي، وزير الأوقاف وابتعدت عن الوسطية الدينية التي يتبناها الأزهر. وأكد محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر أن السند القانوني الذي اعتمد عليه الدكتور محمد مهنا يعيد الأمور إلى صوابها ويوافق المادة الرابعة من الدستور، مؤكدا أن الوضع الحالي غير دستوري وإذا كان القانون الحالي يتيح للأوقاف هذا الحق فلابد من تغييره ليتماشى مع الدستور الذي استفتي عليه الشعب وشارك في وضعه الجماعة التي تحكم الآن. كما أيد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدعوة، مشيرا إلى أنه رغم تعليم الدكتور طلعت عفيفي الأزهري إلا أنه حينما اختير لهذا المنصب أتى بأفكار وممارسات تخالف الثقافة الأزهرية وعين كوادر إخوانية وسلفية في مناصب قيادية بالوزارة والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لتحقيق مصالح الجماعة في الانتخابات البرلمانية، وتخويف المجتمع وإرهابه، حتى أن ضمن من عينوا كوادر جهادية تلوثت يدها بدماء الأبرياء من المصريين وغيرهممثل تعيين مالك فرج، وكيل أوقاف الجيزة، والمعتقل سابقا والمحكوم عليه في جرائم إرهابية.. وأضاف أن عفيفي أوكل معسكرات تدريب الأئمة الجدد لكوادر إخوانية تشوه صورة الأزهريون وتبرزهم على أنهم كفار، ما تسبب في مناوشات ومشاكل الأسبوع الماضي داخل المركز بمنطقة السادس من أكتوبر وكان طلعت عفيفي على علم بما حدث. وتابع: على الأزهر التحرك فورًا من أجل إيقاف تلك المهازل داخل "الأوقاف" التي باتت تلعب دورا طائفيا لخدمة السلفيين والإخوان مستغلين المساجد لممارسة العمل السياسي لصالحهم لنشر الفكر التحريضي ضد معارضيهم سواء في الفكر الديني أو السياسي ما يمثل اعتداء على الشريعة الإسلامية نفسها وعلى المصلين الذين يذهبون للمساجد لتلقي تعاليم دينهم وليس لسماع نشرات أخبار موجهة – حسب قوله. وقال: إن إنشاء هيئات المساجد من قبل وزارة الأوقاف، ما هي إلا خطة إخوانية للسيطرة على التبرعات لصالحهم، ما يمثل فسادا ماليا وإداريا يستوجب مواجهته. وأبدى "كريمة" أسفه على ما وصل اليه علماء الأزهر من حال، فصاروا يخطبون في الزوايا والبدرومات وبدعوات خاصة، في الوقت الذي يتعلي فيه دعاة السلفية والإخوان منابر أكبر المساجد في مصر كحافظ سلامة ومحمد حسان واحمد المحلاوي، الذين استولوا على مساجد كالنور بالقاهرة والقائد ابراهيم بالإسكندرية، مستنكرا السماح للداعية السعودي السلفي محمد العريفي بالخطابة من أعلى منبر جامع عمرو بن العاص، أكبر وأول مسجد في أفريقيا لإعلان الجهاد ضد سوريا وتهييج الرأي العام. ويرى الدكتور عبد الخالق الشريف، أستاذ الدعوة والسيرة بجامعة الأزهر ، أن جميع المشايخ والعلماء يرفضون سياسة الاستحواذ ، سواء من قبل الأزهر الشريف أو وزارة الأوقاف، حتى لا يكون هناك مجالا للصراع وفرض السيطرة ، فتطغى المصالح على حساب نشر الدعوة وخدمة الدين. وأكد أن الأزهر والأوقاف يكمل بعضهما الآخر، ما يوجب عليهما التعاون بدلا من النزاع ، خاصة في هذا التوقيت الذي لا يحتمل مزيدا من الاحتقان بين مؤسسات الدولة ، مشيرا إلى أن كل من يعمل في الوزارة لابد وان يكون من خريجي الأزهر، وفي النهاية دعا إلى التفاوض بالحسنى بين المؤسستين للوصول إلى اتفاق يخدم الدعوة الإسلامية. "كريمة": وزير الأوقاف عيّن جهاديا وكيلًا للجيزة.. وسخر الوزارة لخدمة "الجماعة"