هل يمكن تصور أن مافعله الرئيس مرسى هو بمثابة إعلان للحرب على سوريا،سحب سفيرنا وإلغاء التمثيل الديبلوماسى السورى فى مصر وإعلان النفير فى استاد القاهرة وتأكيدات الشيخ صفوت حجازى بإرسال السلاح إلى قوى المعارضة،كل ذلك لا يمكن أن يكون فى عرف السياسة إلا إعلان صريح بأننا فى وضع استعداد لمحاربة النظام السورى،ومتى يفعل الرئيس وجماعته هذا؟! الآن!..ونحن فى خضم معركة داخلية كبرى؟!هكذا،نعلن الحرب ببساطة على نظام عربى أعلنا دعم مناصريه فى روسيا وإيران وأرسلنا السلاح لمعارضيه فى أرضه،هل يمكن لنظام مهما كان أن يفتح جبهات الصراع خارج حدوده بينما مابداخل الحدود مشتعل إلى هذا الحد؟لاشك ان للأمر علاقة ب30 يونيو،لكن هل يمكن أن نتصور أن النظام فى سبيل إلهاء معارضيه أو شعبه،يمكن أن يدخل هذا الشعب فى معركة؟!، معركة تبدو للوهلة الأولى مجرد تلويح بمشروع الإخوان الإسلامى المزعوم الذى ثبت أنه أبعد مايكون عن تحقيقه،أو مجرد استعراض للقوة بتجميع بضعة عشرات من الآلاف تحت راية الجهاد فى سوريا،لكنها فى حقيقتها مغازلة للسلفيين بفريضة الجهاد الغائبة،وبالتالى استقطاب هؤلاء لدعم الرئيس،ومن جهة أخرى هى كارثة يمكن أن تعرض مصر لعمليات انتقامية من المخابرات السورية أو من دول داعمة للنظام السورى،ما فعله الرئيس لا يمكن أن يكون قد تمت دراسته مع أجهزة الدولة التى تستشار عادة قبل الإعلان عن أمر بمثل تلك الخطورة، وهو أمر يدخل ضمن التحركات التى لا تهتم بالوطن بقدر ماتهتم بنجاة الإخوان من ثورة قد تتسبب بخلعهم،ماحدث بشأن سوريا لا يختلف كثيرا عن مبادرتى حزب الوسط والرئيس مرسى لفتح باب الحوار والمصالحة مع قوى المعارضة والأحزاب السياسية،نفس الفكر العقيم لاحتواء أو بمعنى أدق لإمرار الأزمات،أو تصعيدها فى جهة ما للإلهاء،فمن خطف الجنود،ومعركة الإخوان مع الجيش التى عطلت التحركات لاسترجاع الجنود لأيام بزعم الحوار تارة وبزعم الحفاظ على ارواح الخاطفين والمخطوفين تارة، كنا جميعا نشم رائحة اختلاق معركة فشل الإخوان فى الوصول بأهدافها إلى منتهاها،وبنفس الفكر،يمكن أن نفاجأ بحملات اعتقال واسعة أو ربما اغتيالات مدبرة، بل يمكن أن نفاجأ بهجوم واسع فى سيناء من جماعات إرهابية لإلهاء الشعب والجيش معا بالعودة إلى لعبة النظام السابق بأن حدود مصر فى خطر،أو ربما مصر بتتحرق،فنحن أمام حالة عبثية من ممارسة السياسة على طريقة الألعاب البهلوانية،فلا نصرة للقدس ولا مقامة، أوقفت حماس كل هجوم من غزة على اسرائيل ،الرئاسة التى تصمت عن إعلان إسرائيل القدس عاصمة لفلسطين،تبارك الجهاد فى سوريا ،الرئاسة التى أخرجت لنا دستور الجماعة التفصيل ورفضت كل مطالب المعارضة وكانت تطلب الحوار وتملى ماتريد على الحوار وترفض الاستجابة لأى مطلب،تطلب الآن النقاش ويطلبه لها حزب الوسط الذى يعتبر ذراعا من أذرعتها السياسية،ومع كثرة خطايا النظام والدماء التى أريقت،يمكن القول أن الرئاسة تقول للقوى الوطنية، تناقشوا معى لتحققوا مؤامرتى لكم، دعونى أفوت عليكم فرصة النزول يوم 30 يونيو،يمكننى أن أقطع نفسكم فى النقاش ولن تخرجوا منى بشىء،أو ربما أعطيكم باليمين ما سآخذه بالشمال، أو ربما تقول: دعونى أطلب الحوار من الجميع حتى أفتت قواكم باستقطاب بعض مؤيديكم،أو أظهركم بمظهر الذى لايريد الوصول إلى نتائج،ها أنا أبادر بدعوتكم للحوار وأنتم ترفضون..تتحرشون بسلطاتى المشروعة،وأسلحتى المرفوعة للجهاد ضد خروجكم على الصندوق والشرعية وأسودى الذين حشدتهم فى الصالة المغطاة بالإستاد"ليظهروا كثيرين"،وليس عن عبث أن يطلق صفوت حجازى فى هذا التوقيت تصريحه بأنهم يمررون السلاح إلى الثوار فى سوريا منذ عام كامل،توقيت دقيق،كتوقيت المبادرتين، وأول ظهور علنى لروابط حقيقية بين جماعة الرئيس وجماعات تقوم بعمليات النقل غير المشروعة للسلاح عبر الحدود فى غفلة من الحكومات الشرعية للبلاد المجاورة وإذا كان هذا التصور صحيحا فتلك الجماعات هى الأقرب الآن لحماية الرئيس المسلم الشرعى،أو كما يقول حجازى هى معركة بين الإسلام واللا إسلام،المبادرتين هدفهما التفتيت أما التهديد فقد انطلق ضمنا من استاد القاهرة،والخطط التى نسمع عن بعضها،بعضها ذكى حقا،،منها ماقيل عن تجمعات للإخوان قبل 30 يونيو بزعم أنهم من الثوار أصحاب المطالب وان الرئيس سيستجيب للمطلب تلو الآخر بما يضمن تراجع الغضب الشعبى وتفتيت الثوار، وربما جذب مناصرين لشرعية الرئيس،ثم كأنك يابو زيد ماغزيت،ستظل الجماعة على قلب مصر سواء بإدخال بديل لمرسى إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة التى قد تقبل بها الجماعة فى حالة احتدام الأمور كحل أخير يضمن ترشيح قيادة إخوانية ويضمن تزوير الانتخابات على غرار ماحدث فى المطابع الأميرية وفى الانتخابات التى حدثت ببعض البلاد العربية،الإخوان مرعوبون دون شك،يستعينون بصديق للتخطيط لهم ،هذا مؤكد،سينتصرون فى معركة الخديعة والمكر،لا أظن،فلا يمكن ان يلدغ المؤمن من جحر مرتين.