شكك علماء وقيادات أزهرية في جدوى إرسال دعاة من وزارة الأوقاف إلى سيناء لمواجهة الفكر الإرهابي ودعوة معتنقيه إلى الرجوع عنه، بالإضافة إلى توعية الناس عن أخطاره وكيف أنه بعيد عن جوهر الإسلام الحقيقي، مشيرين إلى أن هذا الدور أكبر من مستوى دعاة وزارة الأوقاف وكان الأجدر أن يقوم به الأزهر، بالإضافة إلى اعتبارهم الدكتور طلعت عفيفي، منتميا لجماعة الإخوان المسلمين ما يشكك في جدوى ما تفعله الوزارة. ويرى الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، أن تصحيح أفكار الجهاديين في سيناء يسهم بقدر كبير في العيش في سلام ونشر الأمن، وإذا أدى علماء الأوقاف مهمتهم بإخلاص ربما يتمكنوا من إعادتهم إلى وسطية الإسلام، مطالبا إياهم بالتحدث إليهم عن سماحة الإسلام ويسره في تعاليمه واعتدال منهجه، واستدرك أنه كان من الأولى إسناد تلك المهمة لعلماء الأزهر الشريف لقدرتهم العالية على الإقناع، كما يمكنهم جذب هؤلاء الجهاديين للدراسة في الأزهر، ساخرا بقوله:" ليس كل من يلبس العمامة يقدر على توصيل المعلومة". وأضاف أن دور الأزهر الشريف، يبرز في منهجه الوسطي المنشور بكل أرجاء العالم، ومن ثم فلن يتكاسل في هذا الأمر نظرًا لأهميته، و الجماعات الجهادية التي تتمركز في سيناء وتتبنى أعمال العنف والإرهاب وترويع الآمنين وقتل الأبرياء والتكفير، عليهم أن يدركوا أن الإسلام يقول "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " ، وإذا طبقوا هذا المبدأ سيعيش الجميع في أمن وأمان. الشيخ فوزي الزفزاف، وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية يرى أن انتماء الدكتور طلعت عفيفي، وزير الأوقاف لجماعة الإخوان المسلمين أدى إلى التشكيك في طبيعة المراجعات ومدى قدرة دعاة وزارته على القيام بهذا الدور. وطالب الدعاة بقول كلمة الحق مهما كلفهم ذلك، وفي النهاية ستثمر جهودهم عن نتائج ويهتدي المتطرفون إلى الطريق السليم، مؤكدا أن هذه المراجعات الفكرية واجبة ولكن نتائجها ليست مضمونة، لأنها تتوقف على قدرة الدعاة على الإقناع ، وقابلية الطرف الآخر على الاستجابة لهم. وطالب الشيخ علي أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر بدقة اختيار الدعاة على أن يكونوا على قدر عال من العلم والمعرفة ، ولديهم قدرة بالتعامل مع الأفكار المخالفة وتصحيح العقائد والإقناع بالمنهج الوسطي ، مشيرا إلى ان ما أقدمت عليه الوزارة ربما يكون حلا للقضاء على المنهج التكفيري الذي يتبناه الجهاديين في سيناء.