قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن الأممالمتحدة طلبت أمس الجمعة معونة إنسانية تقدر ب5.1 مليار دولار، لسوريا والدول المجاورة، لتحطم أرقام المعونات القياسية، فى محاولة منها لمعالجة ما قد يصبح أكبر أزمة لاجئين على الإطلاق. وبدأت التكاليف البشرية فى زعزعة قدرة الدول مثل الأردن، لبنان و تركيا فى التعامل معها، مع نمو الحرب الأهلية لتصل إلى طريق مسدود اتسم بالوحشية المتزايدة. ويظن بعض مسئولي الأممالمتحدة أن عدد اللاجئين السوريين قد يصل إلى 3.5 مليون مع نهاية هذا العام، مع عدم وجود نهاية منظورة إذا استمر النزاع، ويذهب الجزء الأكبر من طلب الأممالمتحدة إلى لبنان بقيمة 1.2 مليار دولار، والأردن بحوالى مليار دولار، حيث تلتفتت الأممالمتحدة إلى الاستجابة و المخاوف من أن اللاجئين قد يزعزعون استقرار الدول التي تستضيفهم. وارتفع عدد الراحلين عن سوريا بشكل كبير، حيث فر حوالى 50.000 سورى إلى الأردن فى العام الماضي، أما هذا العام نحو 50.000 يغادرون شهريًّا، وتدفع الأردن ضريبة النزوح الجماعى بجانب الحكومة والششعب والمدارس والمستشفيات، يقول مسئول أردنى أن البلاد تستضيف بالفعل ما يقارب نصف مليون لأجئ سوري، وهو رقم يساوي أكثر من 7% من عدد السكان. كما قال اندرو هاربر، رئيس وكالة الأممالمتحدة للاجئين في الأردن، موضحًا سبب مجئ النداء الأخير بالرقم الكبير: "لدينا 1.6 مليون لاجئ في البلدان المجاورة، وعدة ملايين من المشردين والمحتاجين إلى مساعدة داخل سوريا، و لكننا لا نرى نهاية للصراع"، ويتضمن نداء الأممالمتحدة طلبًا مباشرًا للحصول على 830 دولارًا لتغطية التكاليف المفروضة على قواتها العسكرية و البنية التحتية. ويعيش فى الأردن أكثر من مليون سوري في مخيم الزعتري للاجئين، الذي يعد ثاني أكبر مخيم للاجئين على مستوى العالم، إلَّا أن الغالبية العظمى استقرت في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد، حيث يشكل اللاجئون السوريون الآن نصف سكان المدن الشمالية، ويوجد في لبنان نحو 510.000 لاجئ مشكلين أكثر من 10% من نسة السكان، بالإضافة إلى ما يقارب 400.000 لاجئ في تركيا هربوا إلى المخيمات المدعومة من الحكومة خلال الحرب الأهلية في سوريا، كما تأثرت مصر والعراق أيضًا بتلك الأرقام. وقدرت الأممالمتحدة أيضا أن هناك 4.2 مليون نازح داخل سوريا نفسها، وأن أكثر من 6.8 مليون فى حاجة إلى مساعدات إنسانية.