لا عجب أن وزارة الداخلية ما زالت تحمل بين أركانها بعضًا مما تركه لها النظام السابق، فما زالت سبل التنكيل بالشعب المصري مستمرة، وتطور الأمر من الانفلات الأمني إلى مساهمة بعض رجال الشرطة في نشر الجريمة، وهو ما أكده أهالي "أبو الجود" بمحافظة الأقصر.. تلك المنطقة التي كانت تضم مصالح حكومية ومدارس وسوقًا تجاريًّا كبيرًا.. "البديل" يرصد عن قرب ما آلت له منطقة أبو الجود بالأقصر، فقد تحولت من منطقة سكنية تضم مصالح حكومية ومدارس وسوقًا تجاريًّا إلى وكر وبؤرة لتجارة وترويج المخدرات، فضلاً عما يتعرض له المواطنون بتلك المنطقة من عمليات نشل وسرقة وتحرش بالسيدات.. كل هذا على مرأى ومسمع من الأمن، وبدلاً من أن يساهم بالقضاء على تلك الظواهر، فإنه ساعد على حدة تواجدها. يقول غريب محمد، صاحب محل تجاري، إن منطقة أبو الجود باتت تضاهي منطقة الباطنية بالقاهرة في مدي الخطورة الإجرامية المتواجدة بها، حيث تجمع كبار تجار ومروجي المخدرات بالمحافظة، والذين عادةً ما يستخدمون الأطفال للترويج لبضاعتهم بين متعاطي المخدرات. وأشار إلى محاولة أهالي المنطقة للحد من تخفيف تواجد أشكال الانحراف السلوكي والأخلاقي الذي أصبح سمة تلازم منطقة أبو الجود، فلجؤوا إلى بناء زاوية صغيرة لإقامة الشعائر الدينية، فكانت الفاجعة الكبرى عندما اكتشفوا قيام بعض مروجي المخدرات بتخزين بضاعاتهم داخل أركان الزواية، في انتهاك تام لقدسية المساجد. وأكد عبد النبي عبد الراضي خليل، موظف بالمعاش، أن الأمن غض الطرف عن جميع ما تعانيه منطقة أبو الجود من تواجد سوق لترويج المخدرات وما ينتج عنه من مشاجرات متكررة بين تجار المخدرات وما يتخللها من استخدام أسلحة نارية وبيضاء، فضلاً عن الفوضى العارمة التي تلازم السوق التجاري المتواجد بأبو الجود دون وجود أي محاولة من جانب إدارة الحي والمرافق لتنظيم السوق والحد من انتشار الباعة الجائلين للتخفيف من أعباء سكان المنطقة. وكشف "خالد س."، صاحب محل، أن مشروعه التجاري تعرض للسرقة في وضَح النهار، وذلك أثناء ذهابة لتأدية صلاة العصر بالزواية التي تبعد عن محله بضعة أمتار، وعندما أبلغ الشرطة، لم تتخذ أي إجراءات تساهم في الكشف عن الجناة. وأضاف أن منطقة أبو الجود تحولت إلى وكر يضم أبشع الرذائل، فما بين انفلات أمني وترويج للمخدرات وسرقة ونشل وتحرش ومتسولين باتت تلك المنطقة أشبه بالمنطقة الموبوءة التي يجب أن تستأصل من محافظة تحمل الطابع السياحي كمحافظة الأقصر. وأشار إلى أن بعض رجال الداخلية من أمناء للشرطة والمخبرين ممن فقدوا أخلاقيات مهنتهم على علاقة وثيقة ببعض تجار المخدرات؛ حيث إن بعض الحبوب المخدرات أو المئات من الجنيهات كفيلة بإسكات رجل الأمن، على حد قوله. ولفت إلى أن بعض مروجي المخدرات كانوا يقوموا بترويج وعرض المواد المخدرة على الأرصفة، وبعد عمل بعض الحملات الأمنية بالمنطقة وإلقاء القبض عليهم، يتم إطلاق سراحهم بعد بضعة أيام، وأضاف قائلاً "الأمن يحارب مرسي"؛ حتي يستنفر الشعب من إدارته للبلاد، على حد قوله. وطالب أن يستعيد رجال الأمن قدراتهم في الحد من الجريمة، وأن تسعى القيادات الأمنية إلى القضاء على الانفلات الأمني الذي يداهم المنطقة؛ مما يعرض ساكنيها للكثير من المخاطر بشكل يومي.