تحولت الاحتجاجات على بناء مركز للتسوق على الطراز العثماني فى حديقة جيزى بميدان تقسيم فى اسطنبول التي بدأت الاثنين الماضي إلى استفتاء حماسي ودموي حول الطريقة التي يقود به رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تركيا. توفى شخصان إثر محاولة الشرطة التركية قمع الاحتجاجات بالقوة باستخدام الغاز المسيل للدموع بشكل مفرط وخراطيم المياه، بالإضافة إلى اعتقال 1,700 في جميع أنحاء البلاد، واندلعت الاحتجاجات في 67 مدينة على الأقل، وعلى الرغم من تغطية الصحف العالمية بما فيها من ميدان تقسيم، لا يزال هناك ندرة ملحوظة للمراسلين الاتراك، كما تجنبت وسائل الإعلام التركية تغطية الاحداث، مما يدل على الانتقاص من حرية الصحافة، وانتقد أردوغان من قبل وسائل الإعلام في بلاده. و مع ذلك، ترى قناة العربية أن هناك منبرًا وحيدًا لتوجيه النقد لاردوغان و هى مواقع التواصل الاجتماعى، حيث صرح أردوغان "الخطر الرئيس للاحتجاجات هو "تويتر"، يضيف أردوغان مهاجمًا: "إن أفضل مثال للكذب يمكن أن تجده هناك"، و بالنسبه لي، مواقع التواصل الاجتماعي أسوأ على المجتمع". ونقلت جريدة الحياة اللندنية والتي تصدر باللغة العربية عن وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو قلقه من أن الاحتجاجات سوف تضر بشدة بسمعة تركيا الدولية. واعترف أردوغان في محاولة لتهدئة الأوضاع، بأن استخدام قوات الأمن للعنف ضد المتظاهرين كان مفرطًا، ولكنه أشار إلى المعارضين لحكمه بأنهم مجموعة متطرفة من اللصوص، مرتبطة بحزب الشعب الجمهوري، وأنكر اردوغان اى اتهامات بالديكتاتوريه له أو حزبه، و تعهد باكمال مشروع التنمية المخطط ، و الذى اشعل هذه الاحتجاجات، وقال: "لن نطلب الاذن من رئيس حزب الشعب الجمهورى او حفنة من الارهابيين" مؤكدا ان من اعطوه اصواتهم اعطوه السلطة للقيام بذلك". تقول صحيفة التايمز الاسرائيلية: إن أردوغان ربما أتى إلى الحكم عبر انتخابات ديمقراطية، لكنه و حزبه تعرضًا للنقد الشديد بشكل غير ديمقراطي على حد قول الصحيفة الصهيونية وإنه بالرغم من استمراره في منصبه لمدة 11 عامًا لا يخفى نواياه لعمل حكومة أكثر مركزية، وتسييد الممارسات القمعية فى كل المجالات.