قالت صحيفة "جارديان" البريطانية في افتتاحيتها اليوم الاثنين إن الاضطرابات التي تجتاح الشرق الأوسط لا تعتبر أمرا مبالغا فيه، مضيفة أن السعودية ليست بمنأى عن هذه الاحتجاجات. وأشارت إلى أنه على الرغم من أن السعودية في مأمن حتى الآن من هذا التغيير، وتنعم في الفترة الحالية بالهدوء، إلا أن السلام الذي يسود مملكة "آل سعود" قد يكون وهميا. وأوضحت أن المملكة اتبعت سياسات التأمين من انتقال هذه الاحتجاجات إليها، حيث وضعت ميزانية قياسية بقيمة 219 مليار دولار أمريكي، للإنفاق على الرعاية الاجتماعية والبنية التحتية، أي ما يعادل ضعف حجم خطة الإنقاذ الأصلية المقدمة إلى اليونان. وأضافت أن العاهل السعودي عين مؤخرا ابنه الأمير "متعب" وزيرا للحرس الوطني، موضحة أن هذه الخطوة هي حلقة من سلسلة التدابير الرامية إلى تمهيد الطريق لخلافته. وذكرت الجارديان أن علامات التحذير يراها الجميع فقد حكم على اثنين من نشطاء حقوق الإنسان البارزين في السعودية في مارس الماضي بأحكام قاسية وصلت إلى السجن لمدة 10 سنوات بسبب الفتنة وإعطاء معلومات غير دقيقة إلى وسائل الإعلام. كما أن الداعية السعودي "سلمان العودة" قال "هناك دخان وغبار في الأفق، والكل لديه ما يبرره بشأن ما يكمن وراء ذلك، وإذا كانت الأجهزة الأمنية مصرة على إحكام قبضتها على الأمور فإن ذلك سيزيد الأمر سوءا وسيزول أي أمل في تحقيق الإصلاح". ولفتت "جارديان" إلى أن مملكة "آل سعود" أبعد من أن تكون متماسكة، فهناك 20 من أبناء الملك "عبد الله" ينتظرون دورهم في الخلافة، ويعتبر ولي العهد الملك "سلمان"، 77 عاما، في المرتبة الثانية من تولي هذا العرش. وأكدت"جارديان" أنه من الضروري أن يسمع صوت الإصلاح في المرحلة الانتقالية المقبلة في السعودية، إذ ما زالت هناك فرصة للتغيير بصورة سلمية، ففي حال تجاهل هذا الصوت فإن ما حدث في البلاد القريبة من المملكة لا يستبعد حدوثه هناك.