بثت القناة الإسرائيلية الثانية، مساء أمس الجمعة، تقريرًا متلفزًا عن حياة الأسرى الفلسطينيين داخل سجن "كتسيعوت" في النقب جنوب إسرائيل، وبثت فيه لقاءات مع أسرى داخل المعتقل وحراس السجن. وظهر في التقرير الصحفيان "إيهود إيعاري" و"موشيه نوسبام" من داخل السجن، وهما يلتقيان بالأسرى الفلسطينيين ويتحدثان معهما باللغة العبرية، حيث أشارا إلى أنه لأول مرة إسرائيل تسمح منذ 8 سنوات للصحافة بدخول السجون التي فيها "سجناء أمنيين" حسب قولهم. ويبين الفيديو الأسرى وهم يؤدون الصلوات الجماعية ويمارسون رياضات مختلفة، ويعدون الطعام، كما تظهر الأقسام التي يعيشون بداخلها، وكيف يلتقون بذويهم لوقت محدد عبر اللوحة الألكترونية، ومكالمتهم عبر الهواتف خلال الزيارات المقررة لهم دون أن يتمكنون من لمسهم. ويقول "إيعاري" في بداية التقرير: أن الأسرى باتوا رمزًا للنضال ضد إسرائيل، حيث يقبع المئات منهم في سجن كتسيعوت في عشرة أجنحة منفصلة، وتختلف الظروف من سجن لآخر. هذا ويقول أسير حكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً: "أنا هنا منذ ثماني سنوات تقريبًا، لكن لا يسمح لي بأن ألمس أطفالي دون أن نفهم لماذا ذلك، كل ثلاثة أشهر يدخلون لنا الصحف وجريدة واحدة عربية تكون من بينهم، والفناء الواحد يصل إلى 7 أمتار ويعيش بداخله نحو 14 أسيرًا". فيما يقول أسير آخر من سكان مدينة رام الله: "يسمح بزيارتي مرتين كل عام، وكنت ممنوعًا من الزيارة لعدة سنوات.. خلال تسع سنين تمكنت من رؤية زوجتي 4 مرات فقط". ويقول آخر: "هناك كثافة عالية في عدد الأسرى داخل الغرفة الواحدة، ويصل أقلهم إلى 10 أشخاص وبداخل كل غرفة أو فناء حمام واحد صغير ومطبخ صغير، وأن التلفاز لا يسمح إلا مشاهدة 10 برامج معينة عبر قنوات محددة أيضاً". ويوضح الصحفي "موشيه نوسبام": أنه في سجن كتسعوت ينفصل سجناء كل تنظيم فلسطيني عن التنظيم الآخر، وأن كل سجناء حركة فتح يتلقون أموالاً يتم تحويلها من أسرهم حيث يتلقونها من السلطة الفلسطينية، ويسمح لكل سجين بتلقي مبلغ 400 شيكل، كما تتلقى كل عائلة أسير 4 آلاف شيكل شهريًا حسب سنوات الاعتقال. ويقول أحد حراس السجن: "نبذل جهودًا كبيرة هنا لمنع حصول نزلاء السجن على أي أجسام صلبة ومتحركة، مهمتنا التحقق من كل ما يأتي هنا".وأشار "نوسبام" إلى أن السجناء توقفوا منذ 7 سنوات عن الطهي لوحدهم، لكن على الرغم من هذا فإن مسألة الغذاء تلعب دورًا هامًا على جدول أعمال السجناء، حيث يعتمدون على طهي بعض الأطعمة الخفيفة جدًا ويعتمدون شراء الخضار والمواد الغذائية المختلفة من المقصف، ويقضون ساعات طويلة جدًا في التفكير بكيفية التحكم بوقت وجبات الطعام. وقال أحد الأسرى: "نشتري المنتجات من المقصف ونجمع كل ما نشتريه، ونضع نظامًا معينًا ونقسمه على طوال الشهر، ويقوم كل سجناء قسم معين بالشراء معًا، وبعض المشتريات تصل شهريًا إلى 60 أو 70 ألف شيكل لكل شعبة أو قسم". ولفت الصحفيان إيعاري ونوسبام في نهاية التقرير إلى تأثر الشارع الفلسطيني بالسجناء وحياتهم داخل المعتقلات، وأن السجناء يمتلكون التأثير على الشعب الفلسطيني عامةً.