يحتفل لبنان الشعبى والرسمى بالذكرى الثالثة عشر لإنتصار المقاومة فى الجنوب على الكيان الصهيونى، الذى استطاع أن يدحره فى مثل هذه اليوم من عام 2000 ، ولقد جسد انتصار المقاومة اللبنانية فى تحرير الجنوب قاعدة تربعت على عرش الشعوب التى تعانى من وطآة الإحتلال وهى " المقاومة هى الحل" . وفى عيد المقاومة والتحرير ليس لبنان فحسب ولكن لكل أحرار فى شتى بقاع العالم ، فى معركة مثلت الإرادة والتحدى وقال إبراهيم الدراوى مدير المركز الفلسطينى للدراسات: "كانت المقاومة فى جنوب لبنان ، ضد المغتصب الصهيونى و استطاعت أن تجبره على الانسحاب، وليس كما يقولون أن عملية التحرير تمت وفق مفاوضات ، وانما جاء التحرير من منطلق القوة واجبار العدو وليس من باب الضعف". وأشار الدراوى الى أن القوة التى اتخذتها المقاومة اللبنانية ضد الإحتلال الصهيونى ، لم تكن من حزب الله فحسب ولكن من خلال الشعب اللبنانى والدعم الشعبى العربى والإسلامى ، فكان هناك التفاف حقيقى خلف المقاومة اللبنانية المتمثلة فى حزب الله ، وهو ما نتج عنه التحرير، وبالتالى إعادة الأراضى السورية أو الفلسطينية من الجانب الإسرائيلى يكون من باب المقاومة المسلحة على أرض الواقع ، ثم الدعم العربى والإسلامى والعالمى. وأوضح الدراوى أن الوضع فى لبنان وبالتحديد فى الجنوب ، يجعلنا نتحدث عن مقاومة حقيقية على أرض الواقع ، متقدمة نوعيا فى السلاح ، ودعم حقيقى لهذه المقاومة من قبل الشعب اللبنانى أجبرت الكيان الصهيونى كل هذه العوامل على تحرير الجنوب . اما الدكتور محمد أبو غدير أستاذ الدراسات الإسرائيلية جامعة الأزهر فقال : "هذه الحرب تسمى عند الجانب الإسرائيلى ب "حرب لبنان الاولى" ، والتى قادها رئيس الوزراء الصهيونى الاسبق "شارون" فى عام 1982 فى حكومة مناحم بيجن رئيس الوزراء حينها ، وقد قام شارون وقتها بدخول الجنوب اللبنانى على الدبابات ، وقام بتصوير هذه المشاهد ، الى أن وصل الى العاصمة بيروت". أشار أبو غدير الى أن "شارون" تناسى أن لبنان صاحبة جو مختلف تماما عن فلسطين لطبيعتها الوعرة ، من جبال ومنخفضات صعبة السيطرة عليها ، وأن هذه الحرب كانت أحد العمليات العسكرية الكبرى فى التاريخ الإسرائيلى وهم يظنون دائما أنهم "عسكريون لا يخطئون ولا ينهزمون" . وقال أبو غدير " هذه الحرب دفع ثمنها شارون وقد تم إصدار قرار بحرمانه من تولى أى منصب سياسى لمدة عشر سنوات ، بعدما قام بالاستعراض على الدبابات وقت دخوله لبنان ، وقد خرجت أكبر مظاهرة نسائية فى تاريخ اسرائيل وقتها ، والتى نظمتها أمهات الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا فى هذه الحرب والذين وصلوا عددهم الى اكثر من 1300 جندى. وأضاف "تعتبر ذكرى تحرير جنوب لبنان أحد الذكريات الفاشلة فى تاريخ الحروب الإسرائيلية ولان طبيعة الإنسان الإسرائيلى أن يشعر دائما فى صراع وإن لم يكن بعيدا عن الصراع يبحث عنه دائما ، هذه هى طبيعة الإسرائيليين لابد أن يشعروا بالتهديد دائما ويبحثون دائما عن العدو فى حالة عدم وجوده بل يخترعونه" . الدراوى : ذكرى تحرير الجنوب تجسيد لقاعدة المقاومة هى الحل أبو غدير : أحد الذكريات الفاشلة فى تاريخ الحروب الإسرائيلية