ذكر الباحث الفرنسي في شئون الشرق الأوسط "بنوا مارجو" أن إنفجار السيارة المفخخة الذي ارتكب في السفارة الفرنسية بطرابلس يعتبر تحولا سياسيا خطيرا، خاصة وأن هذا الإنفجار يعتبر الأول من نوعه ضد مؤسسات دبلوماسية فرنسية في ليبيا. وتساءل مارجو في مقاله الذي نشرته "هافنجتون بوست" الصادرة بالفرنسية : هل بدأت باريس تدفع ثمن تدخلها الأخير في شمال أفريقيا والشرق الأوسط؟ ويرى الباحث الفرنسي أن فكرة استهداف الفرنسيين في ليبيا من المفترض أن تجعلنا نتطرق في المقام الأول إلى انتقام بقايا النظام السابق معمر القذافي الذي سقط نتيجة تدخل فرنسا. ولكن يشير الكاتب إلى أن الإحتمال الأقوى أن هذا التعدي على السفارة الفرنسية بطرابلس ناجم عن العملية العسكرية الفرنسية في شمال مالي. واستشهد مارجو بأن الجهاديين في الساحل الأفريقي سبقوا وأن استنكروا عملية تدخل فرنسا عسكريا في المنطقة، مشددين على الإنتقام من باريس. وأوضح مارجو أنه نتيجة للغياب الأمني في ليبيا منذ سقوط نظام القذافي، فهناك جماعات جهادية قائمة في ليبيا. ويضيف الباحث الفرنسي أن الجماعات الجهادية "أنصار الشريعة" التابعة للقاعدة سبقت وأن هاجمت السفارة الأمريكية وقتلت السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنس. ويرى مارجو أن الجماعات الإسلامية في المغرب الإسلامي ، والتي خسرت جزء كبير من رجالها في شمال مالي على يد القوات الفرنسية، بدأت ترد على دور فرنسا في المنطقة.