ألمحت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية إلى أن الهجوم الذي شهدته السفارة الفرنسية بليبيا صباح اليوم الثلاثاء، يمكن أن يكون نتيجة لتدخلها المسلح للقضاء على الدويلة الإسلامية بشمال مالي، وهو ما أثار المشاعر المعادية لها من قبل تنظيم القاعدة المرتبطة بالميليشيات الإسلامية في شمال أفريقيا. ووقع الهجوم صباح اليوم خارج السفارة الفرنسية في العاصمة الليبية طرابلس في أحدث سلسلة من الهجمات على المواقع الدبلوماسية الغربية في البلاد الواقعة في شمال افريقيا ولا تزال تتعافى من ثورتها المسلحة عام 2011. ذكرت تقارير إخبارية من طرابلس أنه تمت إصابة اثنين على الأقل من أمن السفارة نتيجة انفجار سيارة مفخخة أمام السفارة الواقعة في حي قرقاريش الراقي. وأدان الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" بشدة الهجوم على السفارة الفرنسية في ليبيا وطلب من السلطات الليبية كشف كل ملابسات هذا العمل الذي لا يمكن السكوت عنه، مؤكدا أن هذا العمل يستهدف من خلال فرنسا جميع الدول التي تخوض حملة لمكافحة الإرهاب. ووقع الهجوم خلال زيارة قام بها وفد من المشرعين الفرنسيين إلى العاصمة الليبية. ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الحادث حتى الآن. وقالت الصحيفة: إن سقوط الزعيم الليبي السابق "معمر القذافي" في ثورة 2011، التي لعبت فيها فرنسا دورا كبيرا واعتبرتها ليبيا "منقذ" لثورتها، أطلق العنان للعصابات المسلحة التي تحمل بعض الأجندات الإسلامية المتشددة ولها علاقات مع قيادة تنظيم القاعدة في جنوب آسيا وشمال أفريقيا. واستهدف متشددون إسلاميون مشتبه بهم مرارًا البؤر الاستيطانية للدبلوماسية الغربية في ليبيا الغنية بالنفط، حيث نظم هؤلاء المسلحين في سبتمبر هجوما مميتا على السفارة الأمريكية، مما أسفر عن مقتل السفير الأمريكي "كريستوفر ستيفنز" وثلاثة أمريكيين آخرين بالرصاص.