أعلنت وزارة الداخلية الليبية الخميس اعتقال عدد من الأشخاص المشتبه بضلوعهم في حادث الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، والذي أسفر عن مقتل أربعة دبلوماسيين أميركيين من بينهم السفير جون كرستوفر ستيفنز. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن نائب وزير الداخلية الليبي ونيس الشريف إن السلطات شرعت في التحقيق مع المشبه فيهم، لكنه رفض الكشف عن مزيد من التفاصيل لضمان سلامة التحقيق في هذا الصدد. وأفاد المتحدث باسم هيئة الأمن في وزارة الداخلية عبد المنعم الحر بأن الحكومة شكلت لجنة قضائية مستقلة تتولى التحقيق في القضية. وقد تضاربت التقارير الأولية عن كيفية مقتل السفير ستيفنز والأميركيين الثلاثة، فقد أفادت تقارير أولية بأنهم قتلوا على أيدي محتجين حول مقر القنصلية في بنغازي فيما كانوا يحاولون الهرب من تظاهرة غاضبة بسبب فيلم (براءة المسلمين). لكن بات الاعتقاد سائدا الآن بان ستيفنز مات نتيجة استنشاق الدخان بعد أن احتجز داخل القنصلية إثر إطلاق متشددين قذائف أر بي جي نحو المبنى وإشعال النار فيه. أتي ذلك بعد أن أفادت صحيفة واشنطن بوست الأميركية بأن نحو 50 شخصا يحملون أسلحة ثقيلة كانوا قد تجمعوا حول القنصلية الأميركية في بنغازي مساء الثلاثاء، كما شوهد عدد من السيارات في طريقها إلى مقر القنصلية قبل نحو ساعة من الهجوم. ورجح مسؤولون أميركيون أن يكون الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي وأدى إلى مقتل السفير الأميركي في ليبيا جون كريستوفر ستيفينز وثلاثة آخرين، عمل مخطط له. وفي مقابلة مع شبكة CNN الأميركية، قال رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس مايك روجرز إن الهجوم يحمل بصمات تنظيم القاعدة. وأضاف أنه "منذ أشهر نرى القاعدة تبحث عن أهداف غربية في أي مكان في شمال إفريقيا. رصدنا بعض النشاطات التي أتاحت لنا التفكير اليوم بأن الأمر يتعلق بمجموعة تابعة للقاعدة." رصدنا بعض النشاطات التي أتاحت لنا التفكير اليوم بأن الأمر يتعلق بمجموعة تابعة للقاعدة رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس مايك روجرز كما صرح مسؤول أميركي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية مساء الأربعاء، بأن الهجوم "يبدو أنه منسق وليس عمل حشد غاضب." وكانت الحكومة الليبية قد قدمت اعتذارا إلى الولاياتالمتحدة واتهمت أنصار النظام السابق وتنظيم القاعدة بالمسؤولية عن الهجوم الذي تزامن مع احتجاجات على فيلم أميركي انتجه أميركيون عن الإسلام. وندد الرئيس باراك أوباما بالهجوم "المشين،" مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن يتسبب بقطع العلاقات مع ليبيا. كما تم إجلاء العاملين في القنصلية الأميركية في بنغازي إلى ألمانيا وتقليص التواجد الدبلوماسي الأميركي في طرابلس. وأصدر مجلس الأمن الدولي بيانا أدان فيه الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، وإنزال متظاهرين العلم الأميركي عن السفارة الأميركية في القاهرة التي شهدت احتجاجات مماثلة ضد الفيلم الأميركي الذي قال محتجون إنه مسيء للإسلام. تأمين السفارات الأميركية وأرسلت البحرية الأميركية سفينتين حربيتين إلى السواحل الليبية ووحدة خاصة من قوات مشاة البحرية (المارينز) لتأمين حماية البعثة الدبلوماسية في ليبيا. كما عززت حكومات آسيوية إجراءات الأمن حول السفارات الأميركية على أراضيها. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الهندية كولديب سينغ داتواليا "أمرنا ضباط الأمن بتوخي الحذر ومنع وقوع أي أعمال لا يمكن السيطرة عليها." وفي باكستان، قالت الشرطة إنها عززت إجراءات الأمن "لمواجهة أي تهديد محتمل للسفارة الأميركية." وأمرت السلطات في بنغلادش بنشر مزيد من عناصر الشرطة المسلحة حول السفارة الأميركية، خاصة وأن البلاد شهدت تظاهرات حاشدة ضد نشر رسوم كاريكاتورية للرسول محمد عام 2006. وقالت السلطات الفلبينية إن قوات خاصة في الشرطة تقوم بحراسة السفارة الأميركية في العاصمة مانيلا. وذكر أحد مساعدي الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إن الأخير ألغى زيارة إلى الخارج خشية اندلاع أعمال عنف في بلاده. ودعت السفارة الأميركية في العاصمة الماليزية كوالامبور الأميركيين إلى تجنب التجمعات الكبيرة، فيما حذرت نظيرتها في العاصمة النيجيرية أبوجا الخميس من مخاطر أعمال عنف قد ترتكبها مجموعات متشددة ضد الأميركيين وغيرهم من الغربيين في نيجيريا.