أعلنت جبهة الإنقاذ الوطنى عن مساندتها لقضاء مصر الشامخ وإصرارها على أن أى إصلاح فيه يجب أن يتم من داخله، داعية الشعب المصرى للدفاع عن مؤسسة العدالة. وطالبت الجبهة في بيان لها اليوم السبت أهالى شهدائنا الأبرار بالحذر من محاولة خداعهم واستخدام قضيتهم النبيلة المتعلقة بالقصاص لهم أداة لتحقيق مشروع جماعة لاتهدف إلا للهيمنة على الدولة، ولايكفيها سيطرتها على السلطتين التنفيذية والتشريعية، بل تحاول الانقضاض على السلطة القضائية أيضا والتمهيد لتمرير قانون جديد يعزل أكثر من ثلاثة آلاف قاض من خلال خفض سن الإحالة إلى التعاقد سعيا إلى فتح الباب لإدخال موالين للجماعة إلى القضاء .ودعا "البيان" أبناء الشعب المصرى إلى تأمل الدلالات الخطيرة لهذه الهجمة وما اقترن بها من اعتداءات همجية على المعتصمين فى ميدان التحرير والمجتمعين فى جمعية الشبان المسلمين وغيرها من مظاهر العنف الذى استمر لساعات طويلة أمس. وأكدت الجبهة على أنه لايمكن لسلطة وجماعة تعيدان إنتاج نظام حسنى مبارك وسياسته أن تغضبا لقرار قضائى بشأنه فى الوقت الذى تتصالحان سرا وفى الظلام مع أركان هذا النظام وفى مقدمتهم حسين سالم الذى باع حق الشعب المصرى لإسرائيل بأبخس الأسعار، وأن عداء جماعة "الإخوان" وسلطتها للقضاء- الذى انصفها من قبل- ظاهر منذ الحكم بعدم دستورية قانون انتخاب مجلس الشعب السابق، و مكشوف للقاصى قبل الدانى بعد الحكم بإلغاء قرار الدعوة للانتخابات والحكم بعدم دستورية قانون انتخاب مجلس النواب الجديد. وأضاف البيان" إذا كانت سلطة "الإخوان" صادقة فى حديثها حول القصاص للشهداء، ففى إمكانها إلزام الأجهزة التى صارت جزءا منها "خاصة الداخلية والأمن الوطنى" بتقديم الأدلة التى حجبتها عن النيابة والقضاء، أو إصدار قانون للعدالة الانتقالية للمحاسبة على الجرائم السياسية جميعها حتى اليوم." وتابعت"الإنقاذ"لافرق، قانونيا وسياسا، بين الجرائم السياسية التى ارتُكبت قبل 11 فبراير 2011 وبعده؛ فالعدالة لاتتجزأ، ومحمد الجندى هو خالد سعيد جديد، وجيكا وكريستى وعمرو سعد ومحمد الشافعي، وغيرهما من شهداء سلطة مرسى لايختلفون عن شهداء نظام مبارك." وأوضحت الجبهة أن خطاب سلطة الإخوان وجماعتهم عن القصاص للشهداء ليس إلا شعارا خادعا مثله مثل شعار تطهير القضاء، والهدف الحقيقى هو القصاص من المؤسسة القضائية بأى ثمن حتى إذا أدى ذلك الى تأجيج العنف الذى ثبت أمس بالبرهان القاطع أن سلطة الإخوان وجماعتهم هما اللتين تمارسان هذا العنف وتحرضان عليه وتقدمان القضاء له، ثم تذرفان دموع التماسيح على ضحاياه الذين هم والشعب المصرى كله ضحايا ممارساتهما.