نشرت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية تقريرا حول المساعدات القطرية الأخيرة إلى مصر، وتساءل مايك جيليو كاتب التقرير لماذا تعطي قطر كل هذه الأموال إلى مصر التي تعاني من ضائقة اقتصادية؟ وأضاف أن الاقتصاد المصري في حالة انخفاط حاد، وأرجع مايك ذلك إلى الاضطرابات السياسية التي لا تنتهي، هذا الاقتصاد المتراجع كان يضفي وزنا جديدا إلى الممارسة الطويلة المفضلة للسياسيين الأمريكيين في تطلعهم إلى الضغط على الحكومة المصرية، حيث التهديد بقطع المساعدات، فمصر تتسلم أكثر من مليار دولار سنويا من أمريكا، وسط مخاوف في الكونجرس بشأن التزام مرسي بالديمقراطية. وقالت الصحيفة الأمريكية إن أعضاء في الكونجرس ضغطوا على إدارة أوباما لتجميد أموال المساعدات؛ ففي الشهر الماضي تصدر وزير الخارجية الأمريكي عناوين كبرى الصحف عندما أعلن عن قيام أمريكا بتقديم مبلغ إضافي 250 مليون دولار إلى مصر، وأشار كيري إلى الدعم الأمريكي المادي لمصر ب "الضرورة القصوى". ولكن الآن بعد المساعدات التي تقدمها قطر إلى مصر باتت الأموال الأمريكية ضئيلة، ففي الأربعاء اشترت قطر سندات حكومية ب 3 مليارات دولار لتعزيز الاقتصاد، ووعدت قطر بمساعدات مالية يبلغ مجموعها 5 مليارات دولار، وخططت لاستثمار 18 مليار دولار على امتداد خمس سنوات مقبلة، وعرضت قطر أيضا إرسال الغاز لمنع انقطاع التيار الكهربائي المتوقع في الصيف. وأشارت "ديلي بيست" إلى أن الدعم القطري يختلف عن الأمريكي، فهذا التدفق النقدي منها إلى مصر لا تستطيع أن تواكبه أمريكا، هكذا يقول سيمون هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، ويضيف هندرسون "إن القطريين يشترون النفوذ" ويطرح هنا السؤال: ماذا يريد القطريون في المقابل؟ يقول هندرسون إن الباعث قد يكون أيديولوجيا، ولكن يمكن أن يكون أمير قطر يسعى لتجنب التحديات الإسلامية لسلالته في بلده، وبتركيزه على مصر يكون لديه نفوذ في بلد مهم من حيث عدد السكان ووزنه الثقيل منذ فترة طويلة في المنطقة، وبذلك يرفع القطريون من وضعهم الخاص في السياسة العربية، ويضيف هندرسون، إن قطر لا تريد أن تكون لاعبا رئيسيا ولكن "اللاعب الرئيسي" في المنطقة. وتظهر تساؤلات حول نوايا قطر في الشرق الأوسط، التي تدفع لتوسيع نفوذها في الدول التي انقلبت أوضاعها بسبب الربيع العربي، فقد دعمت التمرد ضد معمر القذافي في ليبيا، وبشار الأسد في سوريا، وكذلك في مصر، وساعدت الحكومة التونسية الجديدة بأموال كانت في حاجة ماسة إليها، وتدفقت أموال قطر في قطاع غزة، وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أول رئيس دولة يزور القطاع منذ عام 2007 بعد سيطرة حماس عليه. ويقول مايكل ستيفنز المقيم في الدوحة والباحث في معهد الخدمات الملكي البريطاني، إن قطر ترى مصر كدولة يسهل فيها الاستثمار بعد تولي مرسي الرئاسة، ويواجه أمير قطر ردود أفعال سلبية داخل مصر، ويؤكد الباحث على أن المال الكثير لا يكفي لحل مشاكل مصر، فهو لن يغير السياسة بقدر ما يضر بالحكومة. وتخلص صيحفة "ديلي بيست" في نهاية تقريرها إلى أن الكثير من المصريين يعارضون حكومة مرسي في ذات الوقت الذي يعربون فيه عن غضبهم بسبب الدعم القطري، وتتهم قطر كثيرا بدعمها للإسلاميين بما في ذلك جماعة الإخوان المنتمى اليها مرسي.