سلطت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية الضوء على سيطرة الميليشيات على الوضع الأمني في ليبيا واحتجاز الآلاف من المعتقلين، وكذلك رفض تسليم سيف الإسلام القذافي للمحاكمة. وقالت الصحيفة: رفض المتمردين الذين ألقوا القبض على "سيف الإسلام القذافي" تسليمه إلى الحكومة المركزية في طرابلس أو المحكمة الدولية الجنائية في لاهاي ،رغم أن العديد من الليبيين يريدون رؤية سيف الإسلام في المحكمة والحكم عليه بالإعدام شنقا. ونقلت الصحيفة عن أحد المتمردين قوله "سيف قاتل وكاذب ولدينا المحكمة العليا الخاصة بنا وسوف نحاكمه في مدينة الزنتان، وسنجلب الفخر لمدينتنا التي كانت في طي النسيان أثناء حكم والده". ورأت الجريدة أن سيطرة الميليشيات على مصير سيف الإسلام القانوني هو رمز للخطر يواجه هذه الأمة الممزقة وسط تفشي النزاعات الإقليمية والاضطرابات الاقتصادية، مشيرة إلى أن حالة من الفوضى السياسية والضعف الحكومي سادت ليبيا بعد المؤتمر الوطني العام في فبراير ،بعد مطالبة الثوار بتعويضات مادية نتيجة إصابتهم خلال فترة الثورة الليبية. وألمحت إلى أن علامات التقدم في ليبيا ظهرت ،ولكن سرعان ما تلاشت وتفتت البلاد إلى أجزاء مستقلة كما توقع البعض ، وتأخرت صياغة الدستور وارتفعت البطالة وارتفع معدل تعاطي المخدرات والكحول ،بالإضافة إلى تعميق المشاكل الاجتماعية. وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه أثناء حكم معمر القذافي الذي دام قرابة 42 عام عمل على تأجيج القبائل والمناطق على بعضها البعض، ونتيجة لذلك تم تفكيك ليبيا لمناطق متعددة وتهديد الصناعة النفطية في البلاد وتأمين بعض المناطق التي يعيش بها المتطرفين دينيا. وأوضحت أن الثورة جلبت إلى ليبيا مليارات الدولارات التي أسيئ استخدامها ،وكذلك ازدادت فجوة الفراغ الأمني وظهرت الميليشيات القبلية التي غالبا ما تمتلك أجندات متضاربة للحفاظ على النظام عبر السواحل والصحاري، أشعلت هذه المصالح العديد الاشتباكات بين القبائل. وفي تقرير لهيومان رايتس واتش في فبراير الماضي أفاد أن هناك الآلاف من المعتقلين بصورة غير قانونية من قبل الميليشيات الخاصة ، وتشمل تلك الجماعات جماعة "أنصار الشريعة" التي يلقى اللوم عليها في الهجوم على القنصلية الامريكية في سبتمبر الماضي، والذي تسبب في مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين. وأشارت "لوس انجلوس تايمز" إلى أن الحكومة الليبية تدفع الملايين من الدولارات شهريا للميليشيات في محاولة لاسترضائهم.