65 عامًا مضت على مذبحة دير ياسين، وما زال الإسرائيليون يحاولون إقناع أنفسهم والعالم بطهارة أيديهم وسلاحهم.. سنوات كثيرة مضت على مذبحة دير ياسين وما زالت المذابح تتوالى على الشعب الفلسطيني دون أي رد عربي يشعر مواطنيه بأنه فعلاً عربي. وقعت مذبحة دير ياسين في يوم 9 إبريل عام 1948 في الثالثة بعد منتصف الليل، فقد هاجمت الجماعتان الصهيونيتان "أرجون وشتيرن" قرية دير ياسين والتي تقع بالقرب من القدس، واستمر الهجوم حتى الرابعة عصرًا وهو الوقت الذي قد نفذت فيه كل ذخائر المقاومين الفلسطينيين، وراح ضحية هذه المذبحة أعداد كبيرة من السكان لهذه القرية من الأطفال، وكبار السن والنساء والشباب، وتذكر المصادر العربية والفلسطينية أن ما بين 250 إلى 360 ضحية تم قتلها. كانت مذبحة دير ياسين عاملاً مهمًّا في الهجرة الفلسطينبة إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة؛ لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين. وتعد مذبحة دير ياسين واحدة من أبشع المذابح التي شهدها العالم، فكانت أفعال اليهود عند دخولهم القرية أشبه إلى حد كبير بجرائم الصليبيين عند دخولهم بيت المقدس، وإن كانت أقل قساوة مما فعله اليهود، فعندما دخل اليهود القرية كانوا يقتلون الجميع لا يفرقون بين رجل أو امرأة أو طفل أو شيخ. كما وصل بهم الأمر إلى أنهم جعلوا الفلسطينيين يتمنون الموت من خلال التعذيب الذي لا يمكن لأحد أن يتصوره، حيث اقتادوا 25 من الرجال الأحياء في حافلات؛ ليطوفوا بهم داخل القدس طواف النصر على غرار الجيوش الرومانية القديمة، ثم أعدموهم رميًا بالرصاص، وأُلقوا ب 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة. ووصلت قمة التعذيب إلى أنهم عندما كانوا يرون امرأة حاملاً، يراهنون على ما في بطنها، سواء ولد أو بنت، فيذبحونها ليروا من سيكسب الرهان. وعندما دخل رجال الصليب الأحمر لينقذ المصابين وجدوا طفلة عمرها 6 سنوات تشتعل في أرجلها النيران، فحاولوا إنقاذها، إلا أن جنديًّا يهوديًّا قال لهم: من سيقترب منها سأقتله، فأهلها ماتوا جميعًا وهي يجب أن تموت. وهكذا كانت تلك المذبحة البشعة. وبمناسبة مرور 65 عامًا على هذه المجزرة التقى "البديل" بعدد من الأساتذة والمتخصصين فى الإسرائيليات للحديث عن تلك المذبحة. يقول الدكتور هانى محمد مصطفى أستاذ الشئون الفلسطينية بمركز البحوث العامة الفلسطينية والإسرائيلية "جاءت تلك المذبحة غدرًا من القوات الإسرائيلية، فقبل أسبوع من وقوع المذبحة، كانت إسرائيل كانت عقدت معاهدة سلام مع أهالى دير ياسين، ووافق عليها الطرفان، لكن الغريب ما حدث من هدمهم للاتفاقيه وقتل ما يقارب من 250 إلى 300 فلسطينى". وأضاف هانى "وعلى الرغم من أن تلك المعاهدة جاءت عن غدر منهم، إلا أن بيجين كان يتظاهر بهذا الغدر؛ لأنه استطاع به أن يجعل العديد من الفلسطينيين يرحلون من أرضهم ويتجهون إلى الدول الأخرى فزعًا مما فعله الإسرائيليون". وأشار إلى أن "هذا يعتبر هو الخسارة الحقيقة لتلك المذبحة، فنحن اعتدنا على إزهاق الأرواح، لكن الغريب أن يرحل الشعب الفلسطينى خوفًا من تلك المذبحة". وأكد الدكتور محمد أبو غدير أستاذ الإسرائيليات فى جامعة الأزهر أن "هذه المذبحة ربما هى أحد أسباب حرب 48، فكانت تلك أولى المذابح التى ارتكبها الصهاينة فى حق الشعب الفلسطينى قبل 48 مباشرة، وكان هدفها هو إيصال رسالة للعرب بأن تلك الأرض هى لهم". وأضاف "على الرغم من أن تلك القرية عدد سكانها ضئيل، إلا أنه عندما بدأت تلك المذبحة، قاوم الأهالى مقاومة شديدة؛ مما جعل العدو يرهب فى البداية، ولكنهم طلبوا من المنظمة الأساسية للجيش الإسرائيلى ضرورة إرسال تعزيزات، فقام فى ذلك الوقت الجيش الإسرائيلى بالاستجابة، وأرسل عددًا أكبر من عدد السكان أنفسهم؛ مما جعلهم ينهزمون". وأشار إلى أن تلك المذبحة راح ضحيتها ما يقرب من 370 فلسطينى، وبهذا تكون إسرائيل قد أرسلت رسالة لهم، وهى "الموت أو الرحيل". وأوضح أن "ذلك جعل العديد من الفلسطينن يهاجرون، لكن العرب بدءوا فى حرب 48 التى خسرنا فيها؛ لأننا لم ندرس إسرائيل جيدًا فى ذلك الحين، ولم ندرس أيضًا فلسطين جيدًا، فكان من الطبيعى الهزيمة". واعتبر الدكتور عبد المجيد ممدوح أستاذ تاريخ الأدب العبرى بجامعة القاهرة أن مذبحة دير ياسين نقطة تحول فى تاريخ كل من العرب واليهود، مشيرًا إلى أن "تلك المذبحة جعلت اليهود يدركون أن الشعب الفلسطينى يقاتل حتى اللحظات الأخيرة". وأضاف أن "الشعب الفلسطينى ذاق أنواعًا عديدة من الكوارث، فدير ياسين لم تكن الأولى ولم تكن الأخيرة، ولكن بشاعتها هى التى جعلت الوطن العربى ينظر إلى فلسطين وإلى ما يحدث لها، مخططين لحرب 48". ولفت ممدوح إلى أنه "بعد تلك المذبحة خرج اليهود يروجون أن ذلك حدث استثنائى نفذته منظمات إرهابية وهم أرجون وشتيرن، وأنهم ليس لهم علاقه بذلك، فى الوقت نفسه الذى ظهر التناقض لهم، حيث إن القرية امتلأت باليهود بعد رحيل الفلسطينيين". قبل أسبوع من المذبحة كانت إسرائيل عقدت معاهدة سلام مع أهالى دير ياسين أمام مقاومة أهل القرية أرسل الجيش الإسرائيلى عددًا أكبر من عدد السكان أنفسهم عندما حاول الصليب الأحمر إنقاذ طفلة عمرها 6 سنوات تشتعل في أرجلها النيران قال لهم جندي يهودي: من سيقترب منها سأقتله كانوا يراهنون على ما في بطن المرأة الحامل ويذبحونها ليروا من سيكسب الرهان. اقتادوا 25 رجلاً حيًّا في حافلات ليطوفوا بهم داخل القدس طواف النصر على غرار الجيوش الرومانية القديمة