ثلاثة وستون عاما هي عمر المذبحة التي تمر ذكراها اليوم السبت، دير ياسين تلك القرية المهجورة التي لا يسكنها الإسرائيليين لأنهم يتشائمون منها بسبب رائحة الموت الموجود على كل جدار مهدم في القرية المنسية. دير ياسين هي قرية فلسطينية تقع غرب مدينة القدس الشريف بحوالي 7 كم، كان يقطن القرية ما يقرب من 600 مواطن جميعهم من العرب يعمل أغلبهم في المحاجر والزراعة. في التاسع من أبريل عام 1948 اقتحمت عصابة الأرجون التي كان يترأسها مناحم بيجين وعصابة "شتيرن ليحي" بقيادة "إسحاق شامير" قرية دير ياسين العربية وقامت بشن هجوم على القرية الساعة الثالثة فجرا بمدافع الهاون مما اضطر السكان إلى الخروج مفزوعين من منازلهم وهو ما قابله أفراد العصابتين بالرصاص الحي. قام المجاهدون برد الهجوم على العصابتين الإرهابيتين وهو ما أدى إلى مقتل أربعة من الجنود الإسرائيليين وجرح عشرات فطلب الجنود تعزيزات من عصابتي الهاجاناة والبالماخ الموجودة على أطراف القدس وبالفعل تم تسليحهم بمزيد من العتاد لمواجهة السكان العزل. اضطر الرجال المسنون لارتداء ملابس نسائية اعتقادا منهم أن ذلك سيمنع الجنود الإسرائيليين من المساس بهم لكن الصواب جانبهم وقام الجنود بقتل النساء المسنات ولم يفرقوا بين شاب وطفل وامرأة وشيخ كبير ولم يفرقوا في هذا اليوم بين سكان دير ياسين خاصة أنهم أرادوا أن تكون المجزرة عبرة لباقي العرب في القرى والمدن العربية كي يخرجوا منها ويتركوها لليهود لإقامة دولتهم المعهودة. كان الجنود الإسرائيليون يقومون بايقاف أهالي القرية ووجههم إلى الجدران ويتم إفراغ الطلقات النارية فيهم جميعا دون تمييز. شق نور الشمس ظلمة ليل دير ياسين ليخرج إلى النور مشهد دامي ما يقرب من 400 شهيد، نساء وأطفال وشيوخ وشباب، تحول الكثير منهم إلى أشلاء، ألقوا على الأرض ومن تبقى من القرية اضطر إلى الهروب إلى القرى المجاورة. مناحم بيجين الذي أسس منظمة الأرجون التي كانت تمارس أعمال القتل والترويع بالبلدات العربية بفلسطين، ذكر في كتابه الثورة أن مذبحة دير ياسين جعلت العرب يفرون من مدنهم وقراهم مخافة أن يحدث بهم ما حدث لسكان دير ياسين قائلا "أسهمت مذبحة دير ياسين مع غيرها من العمليات الأخرى في تفريغ البلاد من العرب ولولا دير ياسين ما قامت إسرائيل". وهاهي إسرائيل تحتفل بذكرى المذبحة من خلال قصفها المتواصل على قطاع غزة المحاصر لتكون حصيلة الشهداء إلى الآن عشرين شهيدا ولكن بأسلحة تطورت كثيرا عن سابقتها.