استطاعت الفنانة الشابة إيمان أسامة التعبير عن مكنونات النفس لتعبر بها إلى حيز الوجود في معرضها الجديد "حر.. متجمد"، ولعل المفارقة تحققت في عنوان المعرض الذي حمل التضاد بين الحرية والتجمد، بدأت أسامة تجربتها الجديدة متخذة من وجه امرأة أداة للتعبير، وفي كل لوحة من لوحاتها تأتي المفارقة لتمنحك إحساسًا ما، فعلى الرغم من رومانسيتها تبدو غاضبة، عاقدة الحاجبين، متجمدة تحمل ملامح تقترب من وجوه الفيوم، وتأخذ ألوانا متنوعة بين الموت والحياة. وعن معرضها الجديد تقول إيمان: "عندما شعرت بتجمد كل الأشياء بداخلي، بدأت في الرسم ربما يفك أسرى، ألقيت نظرة ثابتة على الأحداث فشعرت أننا متجمدين وسط هذا الجو المضطرب والأحداث السياسية المؤلمة، ومن خلال الجسد الجامد أو وجه الفتاة المتجمد عبرت عن نفسي". اعتمدت الفنانة علي تيمات محددة من خلال استخدامها لمجموعة من المفردات وتوضح هذه التيمات قائلة: "لم أتعمد استخدام تيمة معينة بل إن التيمات كانت تتوالد معي أثناء الرسم ومنها عاقدة الحاجبين التي وضحت في كل اللوحات لتعبر عن الحزن، واستخدمت مفردات أخرى مثل القطة وهي ترمز لتعدد الأرواح، أما الفتاة فهي صاحبة روح واحدة متجمدة وهي مفارقة أردت منها توصيل رسالة معينة، استخدمت أيضا الثور وهو يرمز إلى التحرش، والسمكة وجودها في اللوحة يرمز إلى التنويه للفساد لأنها تفسد عندما تخرج من بيئتها". وتضيف د. أمل نصر - رئيس قسم التصوير بكلية الفنون جامعة الإسكندرية، أن المعرض يعيد القيمة التصويرية للإنسان، ويثبت أن الوجه الإنساني ما زال قادرا على العطاء، كما توضح أن أسلوب الفنانة فيه درجة من الشاعرية والبهجة في إطار تعبيري من الحلم والميتافيزيقا، وتتابع: "الفنانة لديها حساسية كبيرة في استخدام التقنيات لا تستخدمها بطريقة استعراضية بل تستخدمها بشكل احترافي". وفي حديثها عن المعرض تقول الناقدة، هبة عزت الهواري: "هذا الجسد ذو الوجه المتجمد يشهد علي كل مجريات الكون في صبر وحكمة وتأمل ورفض عجيب، ذلك الكيان السابح في عالم من الألوان والأصباغ والزينات والزركشات والنسيجات المعقدة المطروحة على سطح ثري قديم، ذلك الجدار كهف ما قبل التاريخ، هو قبر ناء لعرائس قد قتلن في عمر الزهور، وكلما عملت آثار الزمن في هذا القبر والسطح الحزين ، كلما تكشف عن عمق وطبقة سميكة من نقش صنعته الفنانة باستخدام بعض الأنواع الخاصة من ورق الطباعة المستخدمة علي الأقمشة والتي تثبت بالحرارة ومسطحات من الخشب المضغوط وورق طباعة نسبة القطن فيه كبيرة تجعله يتشرب اللون بصورة عالية وألوان أكريليك وألوان طباعة وألوان الباستيل الزيتية".