قالت مجلة "الايكونوميست" اللندنية أن الحكومات في مصر وأماكن أخرى في العالم العربي تكره أن يتم انتقادها أو السخرية من إداراتها، مضيفة أن المنتقدين لا سيما الساخرين يدفعون ثمنا باهظا مقابل ذلك. وأشارت المجلة البريطانية إلى حملة الهجوم والملاحقات القضائية التي شنتها الحكومة المصرية ضد الإعلامي الساخر "باسم يوسف" إلى جانب عدد من نشطاء المعارضة البارزين، حيث أصدرت النيابة العامة سلسلة من الاستدعاءات، بما في ذلك ضد أحد فناني "الستاند اب كوميدي" لانتقاده بشكل ساخر لهجة خطب المساجد. وأوضحت المجلة إلى أنه في حين يحظر القانون المصري أي إهانة للأديان، توفر التقاليد والأعراف حصانة لرؤساء الدول العربية من سخرية وانتقاد الجمهور. ومع ذلك - تقول المجلة - لا يزال من اللافت للنظر أنه في حين حكومة الرئيس المصري محمد مرسي اختارت معاقبة منتقديها، لكنها في الوقت نفسه لم تتبع المسار ذاته مع المعلقين والإعلاميين الإسلاميين الذين يسخرون من شخصيات المعارضة المصرية ويصفونهم ب "كفار" ويثيرون مشاعر الكراهية ضد المسيحيين في مصر. وعلاوة على ذلك، اللجوء إلى مطاردة الصحافة بطريقة تضاهي الأساليب المستخدمة من قبل نظام المخلوع حسني مبارك. ولفتت "الإيكونوميست" إلى أن هذا الأمر ليس في مصر فقط، مشيرة إلى أن النقاد الساخرين على وجه الخصوص يدفعون ثمنا باهظا أيضا في الدول العربية الأخرى. ففي تونس، تم اعتقال المنتج والمخرج التونسي "سامي الفهري"، مدير قناة "التونسية" التلفزيونية الخاصة، التي عرفت ببرامج ساخرة من رموز الحكم في تونس، بتهم فساد. وفي لبنان، يتلقى الإعلامي "نديم كوتيش"، الذي ينتقد بشكل ساخر السياسيين اللبنانيين، في كثير من الأحيان تهديدات بالقتل. بينما احتجزت السلطات السعودية المدون السعودي رئيف بدوي في السجن منذ يونيو الماضي بتهمة "السخرية من الشخصيات الدينية الإسلامية". كما تم اغتيال الإعلامي العراقي الساخر "هادي المهدي" في عام 2011 .