"لو موند": مصر في عهد "مرسي" أصبحت "كالرمال في مهب الريح"

كتبت صحيفة "لو موند" الفرنسية مقالا افتتاحيًا، اليوم، بشأن مستقبل مصر الاقتصادي، وطرحت خلاله عدد من التساؤلات مثل: "هل ستسقط مصر اقتصاديا؟ هل ستقع أكبر دولة عربية في فخ الأزمات المالية؟
وقالت الصحيفة، إن "المفاوضات المصرية مع صندوق النقد الدولي التي أُجلت عدة مرات خلال الشهور المالية تستأنف من جديد، وسط خيبة أمل على ضفاف النيل".
وعلى الصعيد السياسي، رأت "لوموند"، أن "الرئيس محمد مرسي لم يتوقف عن توسيع امتيازاته ويضاعف الخناق والاعتداءات على الحريات السياسية"، وأضافت أنه "لم يستطع أن يجد منذ توليه السلطة نمط الحكم الذي يمكن أن يطمئن ويعيد الثقة في البلاد".
وأشارت إلى أن "مرسي تارة نجده متردد؛ يتراجع عن الإجراءات التي يعلنها، وأحيانا نجده يتصرف بوحشية ويحاول فرض قراراته بالقوة"، واستطردت: "كما أنه حذر في التعامل مع التكتلات السياسية الأخرى"، معتبرة أنه "يسعى لإعطاء أفضلية لبقاءه في الحكم".
ووصفت الصحيفة الرئيس بأنه "خدع الجميع"، قائلة: "الكل كان ينتظر المنقذ الذي سوف يخرجهم من الأزمة، ولكنه تحول إلى مقاتل أخر لطرف معين".
واعتبرت "لوموند" أن الوضع في مصر أصبح "خطير"، مشيرة إلى أن "كل الأقاويل التي وصفت الإخوان بأنهم ليس لديهم أي برنامج اقتصادي واجتماعي تأكدت"، مستشهدة بالاضطرابات السياسية وعدم استقرار الأمور، في الجانب السياسي، مشبهة الأوضاع في مصر ب"الرمال في مهب الريح".
وعلى الصعيد الاقتصادي، قالت: "كل شيء يبعث على القلق، كل المؤشرات دخلت الخطوط الحمراء: السياحة والاستثمار الأجنبي ونقص الديزل وانقطاع التيار الكهربائي والبطالة التقنية في المدن والريف".
واستطردت: "كما تدهورت الموازنة العامة بشكل كبير، وانخفض احتياطي النقد الدولي من 36 مليار دولار إلى 13 مليار دولار"، معتبرة أن الاحتياطي الموجود حاليًا يكفي مصر فقط لمدة 3 أشهر من واردات القمح والوقود، وعادت للتساءل: "كيف سيكون هذا الصيف؟ خاصة وأن مصر تعتبر أكبر مستورد للقمح في العالم، إلى جانب الانخفاض المستمر لقيمة الجنيه وارتفاع أسعار المواد الغذائية".
وتابعت: "وراء هذه الأرقام السيئة والشكل الكلي للاقتصاد، ترتسم صورة قاسية: الفقر المتوطن في البلاد وحياة البؤس التي يعيشها عشرات الملايين من المصريين منذ مدة طويلة".
وعلى جانب آخر، ذكرت "اللوموند" أنه "منذ عامين تسعى القاهرة للتفاوض حول قرض بقيمة 4,8 مليار دولار. غير أن هذه التفاوضات تعثرت أمام الشروط الموضوعة للحصول على القرض، فصندوق النقد الدولي يشترط خفض تمويل الدولة لبعض المنتجات الضرورية وكذلك يدعو الحكومة إلى فرض ضرائب أعلى. إلا ان الرئيس المصري يخشى من ردود أفعال الشارع الصري إذا ما قام برفع أسعار الإحتياجات الأساسية".
واختتمت الصحيفة مقالها، أن "صندوق النقد الدولي ينتقد غياب الخبرة وغياب التصور المستقبل لدى الفريق الرئاسي المصري محمد مرسي. حيث ينبغي عليه أن يجد الوسيلة لمهاجمة الشر، بمعنى كيفية تحويل نظام الدعم الحالي، الذي يدخل مصر في مأزق مالي، إلى آلية حماية تستهدف مساعدة الفقراء وإخراجهم من أزمتهم. لكن جماعة الإخوان المسلمين- وهذا هو مأزقهم- ليس لديهم أدنى فكرة".