قدم الباحث جمال ذكرى بسادة رسالة دكتوراة بمعهد الدراسات والعلوم البيئية بجامعة عين شمس تتناول أهمية المخلفات الصلبة ورصد لأهم الأبعاد والجوانب للمشكلة فى القاهرة خاصة الجوانب الاجتماعية والسلوكية للعاملين فى هذا المجال من منظور التنمية المستدامة ونظرة المجتمع لهذه المشكلة والسؤال الأهم فى هذه الدراسة من وجهة نظر الباحث هو هل المشكلة هى نقص فى الإمكانيات سواء البشرية أو المعرفية أو المادية، أم أنها مشكلة سلوك ولها نواح اجتماعية تحول دون معالجة المخلفات الصلبة خاصة من منظور التنمية المستدامة التى تهدف إليها الدولة وتعتبرها وسيلة للحفاظ على الموارد من أجل مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة؟ ومن أجل هذا جعل الباحث البحث يحتوى على شطرين أساسيين هما: - الشطر الأول: يدرس النواحى الاجتماعية والسلوكية لكل مجموعة من اللاعبين فى مجال المخلفات الصلبة، وتفاعل هذه المجموعات مع بعضها البعض، وتنقسم هذه المجموعات إلى منتجى المخلفات الصلبة والعاملين فى جمعها ونقلها ومعالجتها، بالإضافة إلى الهيئات الحكومية التشريعية والتنفيذية والرقابية العاملة فى هذا المجال. - الشطر الثانى: حاول الباحث تعريف التنمية المستدامة وتحديد المحكات والمؤشرات التى يمكن استخدامها فى هذا المجال بالذات حتى نستطيع أن نضع سلوكيات المجموعات السابق ذكرها تحت الإاختبار بمساعدة هذه المحكات. وأوضح أيضا: - إن تدوير القمامة مثله مثل الحفاظ على الغابات يشكل فهى تمنع تلوث الجو بثانى أكسيد الكربون. - تدوير المخلفات الصلبة يحافظ على الراسمال الاجتماعى للأجيال القادمة. نتائج الدراسة انتشار وتأصل الرشوة والفساد فى سلوك كثير من العاملين فى مجال معالجة المخلفات الصلبة على كافة المستويات بدءا من هيئات النظافة والمحليات، مرورا بالمتعهدين والشركات الأجنبية، ونهاية بالواحية والمشرفين والبوابين، وهذا من شأنه يحطم كل الآمال فى الوصول إلى التنمية المستدامة. أبطال التنمية البيئية المستدامة الحقيقيون هم جامعى القمامة التقليديون والذين يدورون أكثر من (12) صنف يجدونها فى القمامة وهى تمثل نسبة أكثر من 80% من الكميات التى يجمعونها، هذا بالرغم من حالة السلوك المشين الذى يلاقونه بدءا من السكان الذين يحتقرونهم ونهاية بالمحافظة التى تنظر إليهم على أنهم ملوثين للبيئة، ولا تعترف بهم كلاعبون حقيقون وأساسيون فى المنظومة. بالرغم من تشدق العملية التعليمية بالتربية البيئية إلى أن مناهجها تكاد تخلو من أي موضوعات متعلقة بالمخلفات الصلبة أو معالجتها أو أهمية الاستفادة منها كثروة تحقق الاستدامة البيئية، والدليل على ذلك هو السلوك البيئى السيئ لعامة المصريين والمتعلمين ليسوا افضل من الأميين، بل ان اهل الريف أفضل بيئيا فى سلوكهم من أهل المدينة. استخدام منتجو القمامة للأكياس البلاستيك والذين وصلت نسبتهم إلى أكثر من 90%، هذا يدل على قلة الوعى، حيث إن استخدام الأكياس البلاستيك بهذا الشكل يزيد من كميات القمامة البلاستيكية التى يصعب إعادة تدويرها نظرا لأنها تصل إلى القمامة متسخة ومبللة، ومشكلة الاستخدام الكثير للأكياس البلاستيك فى مصر بصفة عامة، ثم دفن نفايات وهو فى الواقع بطيء التحلل، وكذلك يوجد به موادج سامة تؤثر لى التربة والمياه الجوفية. التصرف فى بواقى الأدوية والحقن وجد أن نسبة 98% يضعونها فى القمامة سواءاً فى أكياس مغلقة، أو فى القمامة مباشرة، وهذا يفسر شكوى جامعى القمامة التقليديون من الجروح حيث أنهم يفرزون القمامة بايدى عارية، ناهيك عن الأمراض التى يمكن أن تنشأ من جراء هذا التصرف. الفرز من المنبع وجد أن نسبة أكثر من 41% ليس لديهم أمكانية الفرز، بينما نسبة 36% يمكنهم الفرز بشرط أن يعرفوا ماذا سيفعلون بها، ويوجد نسبة21% يمكنهم فرزها إذا كان هناك ضامن لنقل المخلفات العضوية يوميا من أمام المنزل، وهذا لكه يؤثر بشكل سلبى على عملية الاستدامة البيئية. نقص الوعي لدى منتجي القمامة بأهمية تقليل كميات القمامة المنتجة يوميا، حيث وصلت نسبة حوالى من 50 % من المبحوثين الذين لا يتوافر لديهم الاستعداد لتقليل كميات القمامة المنتجة يوميا إلى حوالى من 50%، بينما يوجد نسبة 35% لديهم الاستعداد لتقليلها، ولكنهم يحتاجون إلى توعية حتى يمكنهم تقليلها، أما النسبة المتبقية وهى 15% ذكرت أنه يمكنها تقليل كميات القمامة. التماسك الاجتماعي القوى بين جامعي القمامة التقليديون وتكوينهم لشبكات إجتماعية/ مهنية/ إقتصادية، يدل هذا على الاستدامة الاجتماعية. معالجة المخلفات الصلبة فى أحياء القاهرة الكبرى والتى يقوم بها القطاع الرسمى تنحصر فى عملية الجمع والنقل والتخلص النهائى، ولا يعطى أى إعتبار لعمليات إعادة التدوير التى تعتبر من أهم وسائل التنمية البيئية المستدامة للمخلفات الصلبة. غالبية الشركات سواء الأجنبية أو المحلية تعمل فى معالجة المخلفات الصلبة من منظور النظافة فقط، ومعيار النجاح لهذه الشركات يكمن فى نظافة الشوارع وإزالة المخلفات، دون النظر إلى عمليات إعادة تدوير القمامة التى تعتبر من أهم إستراتيجيات التنمية البيئية المستدامة. التوصيات والحلول حملات إعلامية تتبناها الدولة لحث المواطنين على ضرورة تخفيض كميات القمامة المنتجة كواحدة من أهم الاستراتيجيات التى تؤدى إلى تقليل كميات القمامة. التركيز على الفرز من المنبع والذى يساعد على عمليات إعادة التدوير كواحدة من أهم طرق الاستدامة البيئية للمخلفات الصلبة. الاهتمام بمؤسسات التنشئة الاجتماعية والتركيز على إدارة المخلفات الصلبة كواحدة من أهم القضايا التى تعمل فيها مؤسسات التنشئة بدءا من الأسرة والمدرسة ووسائل الاعلام والنوادى، والمؤسسات الدينية أيضا بما لها من تأثير على المواطنين. وبالإضافة إلى التوصيات الكثيرة لغالبية اللاعبين فى المنظومة سواء قطاعا رسميا او غير رسمى والتى أوردها البحث وتهدف إلى تقويم السلوك الاجتماعى حتى يمكن التغلب على المشكلة، والتوصل إلى معالجة آمنة للمخلفات الصلبة تحقق أهداف التنمية المستدامة، ولكننا هنا نلقى الضوء على توصية هامة كبداية لتنظيم العملية إنشاء مجلس قومى لمعالجة المخلفات الصلبة: حيث إن قضية معالجة المخلفات الصلبة لها أبعاد تؤثر على مستوى الصحة والسياحة، لذلك يرى الباحث أنها لا تقل أهمية عن قضايا المرأة والطفولة والشباب فى أن يكون لها مجلس قومى ، يخفف من حدة الفساد المنتشر فى منظومة المخلفات الصلبة والذى يؤثر بالسلب على السلوك الخاص بمعالجة هذه القضية. 1. الأهداف: - إيجاد كيان واحد يهدف إلى وضع سياسات واستراتيجيات لمعالجة المخلفات الصلبة على مستوى الجمهورية يعظم الاستدامة البيئية والاجتماعية للإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة. - تنظيم العلاقة بين اللاعبين فى منظومة المخلفات الصلبة. - العمل على إيجاد تكنولوجيات ملائمة لعمليات الجمع والنقل والفرز. - تنسيق العمل مع الجمعيات الأهلية لوضع برامج توعية على كافة المستويات بكيفية التعامل مع المخلفات الصلبة. - عقد دورات تدريبية متخصصة لكل العاملين فى منظومة المخلفات الصلبة بهدف تمكين العاملين من أداء رسالتهم على أكمل وجه. - تعظيم عملية إعادة التدوير وتشجيعها بكافة الوسائل للإستفادة من القمامة كثروة قومية توفر فرص عمل وعملة صعبة للبلاد. - العمل على تحسين جودة الخدمات وخاصة الجمع السكنى ونظافة الشوارع، والعمل على إعادة النظر فى العقود المبرمة مع الشركات سواء الأجنبية أو المحلية. - التصدى لكافة أشكال ومظاهر التلوث البيئى الناتج عن القمامة، من خلال برامج التوعية، وتفعيل القوانين الخاصة بهذا الشأن. - الاهتمام بجامعى القمامة التقليديون (اجتماعيا/ صحيا) كشريحة أساسية فاعلة فى منظومة المخلفات الصلبة. - العمل على تمويل الجمعيات الأهلية والداعمة لللاعبين فى منظومة المخلفات الصلبة، وإجراء البحوث العلمية اللازمة فى هذا المجال. تنظيم المؤاتمرات والندوات بهدف الارتقاء بمعالجة المخلفات أخبار مصر - البديل