قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتعامل بسياسة "الدم البارد "حيال ملفات سياسته الخارجية و يبدو هذا واضحا فى المشكلة السورية على سبيل المثال حيث يقول إنه يصعب التوفيق بين الطوائف المتناحرة في ذلك البلد، مضيفة أنه حتى إذا تحرك أوباما بنهج أكثر واقعية في سوريا، فإن وكالة الاستخبارات الأمريكية تلعب دورا مركزيا مدعوم من قبل وزارة الخارجية و الجيش الأمريكي، فان الولاياتالمتحدة تعمل على تدريب المتمردين السوريين و المساعدة في بناء الحكم في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش السورى. وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن تعمل بجد على تنسيق السياسة مع القوى الأقليمية الرئيسية التي لها أجندات متضاربة مثل تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية و المملكة الأردنية الهاشمية. واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن اوباما لن يضع نفسه تحت التزام شامل في سوريا خوفا من التهام السنوات المتبقية من فترة رئاسته، مؤكدة أن هذا الخط العملي كان واضحا في السياسة الخارجية أثناء زيارته للشرق الأوسط هذا الشهر، وقالت الصحيفة إن هناك مكاسب استراتجية انبثقت من هذه الرحلة حيث إن أوباما ركب حصانين في وقت واحد فقد ألقى رسالة حب إلى إسرائيل وفي نفس الوقت استحضر العاطفة لمحنة الشعب الفلسطيني. ولفتت الصحيفة إلى انه حاول سحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من دائرة العمل العسكري ضد إيران بسبب برنامجها النووي، وقد أظهر ذلك أن أوباما أقوى سياسيا مما بان عليه قبل عام و أن نتنياهو أضعف، فهو يحاول الآن أن يضم صوته إلى سياسة أوباما تجاه إيران. وذكرت "واشنطن بوست" أن أوباما كانت له مساهمة فعالة في المصالحة بين رئيس الوزاء التركي رجب طيب أردوغان و الإسرائيلي نتنياهو،لأن المنطقة في حالة ضطرابات. ورأت الصحيفة أن سياسة أوباما لاتزال بطيئة ولكنها مدروسة، وزيارته للشرق الأوسط أظهرت أنه بنى بعضا من رأس المال السياسي والديبلوماسي وبدأ في استخدامها بحكمة.