امتدح الكاتب الأمريكى "ديفيد اجناتيوس" ما وصفه بالنهج العملى فى السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى "باراك أوباما" تجاه الشرق الأوسط والذى بات واضحاً فى زيارته الخارجية هذا الشهر، على الرغم من الانتقادات التى وجُهت له بالسلبية قائلاً: "لقد حقق أوباما تقدماً ملحوظاً فى هذه الرحلة". وقال "اجناتيوس"، فى مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن التحدى الحقيقى للرئيس "أوباما"، سيظل كما هو الحال دائماً، المتابعة والمضى قدماً بقياده واضحة بدلاً من نمط "القيادة من خلف الستار" التى كثيراً ما ينتقده الناس بسببها. ولفت هنا إلى ثلاثة مكاسب استراتيجية انبثقت عن هذه الرحلة الأخيرة أولها متمثل فى بث الروح فى عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية التى كانت قد أوشكت على الإنتهاء، وهو ما بدى قوياً فى خطابه بإسرائيل يوم 21 مارس الذى كان مزيجاً بين رسالة حب لإسرائيل، واستحضار المحنة التى يعيشها الفلسطنيين والتأكيد على ضرورة "النظر إلى العالم من خلال عيون الفلسطنيين". وأضاف أن المكسب الثانى هو إعادة العلاقات الودية مع رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نيتنياهو" وتعديل رأيه إزاء شن حملة عسكرية على إيران. أما المكسب الثالث الهام هو التوسط فى المصالحة بين تركيا وإسرائيل ولا سيما وسط الأجواء المضطرية التى تخيم على المنطقة وهى مسأله حيوية لتركيا وإسرائيل. وتابع قائلاً: "إن سوريا مازالت هى الاختبار الوحيد على ما إذا كان "أوباما" سيكون خلال فترة ولايته الثانية "هزيلاً" كما وصفه البعض أم سيكون أكثر إيجابية تجاه سوريا"، مضيفاً: "لقد كان "أوباما" على مدار الشهور الماضية بطيئاً وترك الأشياء عائمة فى سوريا". ولفت الكاتب إلى أن "أوباما" بدأ الآن فى اتباع نهجاً عملياً فى تعامله مع الوضع فى سوريا، مع المخابرات المركزية الأمريكية التى تلعب دوراً هاماً بمساعدة وزارة الخارجية الأمريكية والجيش الأمريكى؛ مضيفاً أن الولاياتالمتحدة ستعمل على تدريب المتمردين السوريين والمساعدة فى بناء الحكم فى المناطق المحررة من سيطرة "بشار الأسد" بمساعدة قوى إقليمية رئيسية وهى تركيا وقطر والسعودية والأردن الذى ظهر واضحاً مدى تضارب أجنداتهم إزاء المعارضة السورية. واختتم الكاتب مقاله قائلاً: "إن "أوباما" مازال بطيئاً ولكن بشكل مدروس، وعلى الرغم من ذلك فإن رحلة الشرق الأوسط اكسبته رأس مال سياسى ودبلوماسى وبدأ فى استخدامه بحكمه".