قال المؤرخ الفلسطينى عبد القادر ياسين ل" البديل " فى ذكرى الاحتفال ب "يوم الأرض الفلسطيني"، إن هذا اليوم ليس للاحتفال، ولكنه إحياء لذكرى يوم سقط فيه 6 شهداء دفاعا عن فلسطين، فمعركة الأرض لم تنته بعد، بل مستمرة حتى يومنا هذا. مضيفًا، أن المخططات المختلفة تحاول خنقنا والتضييق على تطورنا في المستقبل، بل إننا نمر بواقع مرير ومرحلة معقدة، تكثر فيها التوجهات العنصرية التي تسعى إلى نزع شرعيتنا السياسية وشرعية وجودنا، وليس فقط مصادرة أرضنا. وأكد "ياسين ل "البديل " أن الأرض هى جوهر القضية الفلسطينية وهى لب الصراع العربى الإسرائيلي ولكن للأسف بعض قياداتنا العربية أفرغتها من مضمونها وقسمت قضية التحرير إلى أجزاء، وأصبحت المواجهة مرة من أجل حائط وأخرى نفق أو حتى علبة حليب، وتشتت جهود الفلسطينيين مابين هذا وذاك. وأوضح أن تحرير الأرض تلخص كل هذه المواجهات ولهذا فالشعب الفلسطينى يحتفل بهذا اليوم تعبيرا عن وحدة فلسطين وأنها لا تقبل التفاوض، ويوم الأرض ليس خاصًا بعرب 48 بل هو خاص بالشعب ككل. وعن تسمية يوم 30 مارس بهذا الاسم، لأنه تم تقديم وثيقة سرية تعرف " بوثيقة كينغ " فى أول عام 1967 تستهدف إفراغ الجليل من أهله والاستيلاء على الأرض، وكانت أهم بنود هذه الوثيقة تتلخص فى تكثيف الاستيطان بالجليل، تسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنعهم من العودة ، التضييق الاقتصادي على العرب برفع الضرائب عليهم ، وإعطاء الأولوية فى العمل لليهود ، العمل على تخفيض التعليم وتشجيع التوجهات المهنية للشباب العربى. وفي الحادي والثلاثين من مارس 1976 هبت الجماهير العربية وأعلنتها صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد. وكان يوم الأرض أول هبة جماعية للجماهير العربية ، تصرفت فيها بشكل جماعي ومنظم، حركها إحساسها بالخطر، ووجّهها وعيها لسياسات المصادرة والاقتلاع في الجليل، خصوصا في منطقة البطوف ومثلث يوم الأرض، عرابة ، دير حنا وسخنين ، وفي المثلث والنقب ومحاولات اقتلاع أهلنا هناك ومصادرة أراضيهم، في هذا اليوم، الذي يعتبر تحولا هامًا في تاريخنا على أرضنا ووطننا، سقط شهداء الأرض. وأضاف "ياسين" خلال فعاليات يوم الأرض التي نظمتها بلدية البيرة والمكتب الحركي المركزي للوزارات والهيئات الحكومية، الخميس الماضى برام الله، أن أهالي الشهداء يحتفلون بٍ"يوم الأرض" كل عام بزراعة أشجار زيتون التى تحمل أسماء شهداء هذا اليوم تخليدا لذكراهم وتضحياتهم الجسيمة. ونظمت لجنة إعمار الخليل ، يوم عمل تطوعي لزراعة الأشجار في المقبرة الإسلامية، القريبة من الحرم الإبراهيمي الشريف، بالتعاون مع محافظة الخليل ومديريتي الأوقاف والزراعة، ومشاركة ممثلين عن جميع مؤسسات المجلس التنفيذي في المحافظة. بينما أكدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الخميس الماضى في الذكرى 37 ليوم الأرض الفلسطينية الخالدة، على تمسك الشعب الفلسطيني بجميع أراضيه، وعدم التنازل عن أي شبر منها، وتمسكه بالقدس عاصمة لدولته المستقلة، داعيةً إلى استمرار مواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد الأرض الفلسطينية وطمس معالمها العربية. كما نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بلدة قريوت جنوب نابلس فعالية لغرس أشجار الزيتون، وذلك إحياء لذكرى يوم الأرض الخالد، ونصرةً للأسرى القابعين داخل سجون الاحتلال، وعلى رأسهم الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 251 يوما، بمشاركة عضو المكتب السياسي للجبهة تيسير خالد، ومسئول الجبهة الديمقراطية في المحافظة محمد دويكات، وحشد من أهالي البلدة وكوادر وأنصار الجبهة في المحافظة. وانطلقت مسيرة من كفر قدوم التي نظمتها حركة فتح في الذكرى ال37 ليوم الأرض بمشاركة المئات من سكان القرية باتجاه الأراضي المهددة بالاستيلاء، وردد المشاركون فيها الشعارات الوطنية التي تدعو إلى استمرار المقاومة الشعبية حتى استرداد الأرض الفلسطينية من براثن الاحتلال والاستيطان.