ليلة مأساوية شهدها مركز سمالوط بالمنيا أمس الجمعة، فمع بدايات الساعات الأولى من صباح اليوم حضر أهالي المرضى وأطفال الحضانات وكل يحمل ذويه على أعناقه في مشهد غير مسبوق دون أن يدري أين يذهب به أو ماذا يفعل بشأنه. الأطباء غادروا المستشفى برفقة العاملين والإداريين والممرضات عقب هجوم أهالي متوفى على المستشفى، وتركوها خاوية على عروشها، غير أن ممرضتين تواجدتا بجوار أطفال الحضانات وعددهم سبعة أطفال، وقد حضر أهلهم لاستلامهم دون توقيع على إقرار استلام. ووسط تلك المشاهد تتردد حالات مرضية حرجة للغاية لم تجد حتى طبيبًا في الاستقبال. يقول محمد رشدي عبد الباسط رئيس نادي أدب سمالوط وسكرتير نادي الأدب المركزي بالمنيا في حديثه ل "البديل": "تلقينا منتصف ليلة أمس اتصالاً من ممرضة بحضَّانة المستشفى فاجأتنا بطلب سرعة الحضور لاستلام ابن أخي الذي وُلد الاثنين الماضي وموجود داخل حضَّانة المستشفى، معللة أن المستشفى قد تركها الأطباء والعاملين بالكامل"، وأكمل "قمت بإجراء عدة اتصالات بعدد من المسئولين لتوفير سيارات إسعاف لإنقاذ الأطفال أو حماية مبنى المستشفى بأجهزته وإمكاناته، ولكن لا مجيب، ووجدت الممرضتين اللتين فضلتا البقاء بالمستشفى في حالة من اليأس الشديد وعدم القدرة على التصرف.. الرجال هربوا وتركوا الميدان، وهما صامدتان من أجل الأطفال وأرواحهم، ولكن لعدم تمكنهما من الحفاظ على أرواح الأطفال حتى الصباح؛ لعدم وجود طبيب أو طبيبة، ومع اقتراب الثانية عشرة من منتصف الليل، اضطررنا لحمل الأطفال لحضَّانة خاصة، بعد أن تأكدنا من وجود مكان للطفل بها، وذهب أخي بطفله، وبقيت لفترة مع الممرضتين المناضلتين في هذا الوقت المتأخر من الليل دون أن نجد نخوة أو موقفًا من أي جهة بداية من الأطباء الذين تركوا المستشفى وحتى رجال الشرطة الذين علموا بما حدث ولم يكن لهم أي موقف نبيل". يذكر أن أقارب مصطفى محمد المهدى (20 سنة) كانوا قد تلقوا إخطارًا بوفاته، فهاجموا المستشفى، وحطموا أجزاء منها، فكان رد العاملين بالمستشفى هو تركها بلا أي مراعاة لمسئولية لا لضمير إنساني.