قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن ما تريده أمريكا والعالم المطلوب هو جلوس الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية على طاولة التفاوض لإنشاء حكومة انتقالية بحسب الإطار الذي تم التوصل إليه في جنيف. وشكر كيري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره النرويجي إسبن بارث إيد بعد لقائهما في واشنطن، النرويج على مساهمتها ب75 مليون دولار لتقديم مساعدات إنسانية لسوريا منذ العام 2011. وأشار إلى أن النرويج وأمريكا تدعمان اللاجئين السوريين والمدنيين "حتى فيما نستمر في الضغط على نظام الأسد للجلوس على طاولة المفاوضات والتوصل إلى حكومة انتقالية". وسئل عن تعليقه على إلغاء المعارضة السورية اجتماعاً كان مخصصا للسعي لتشكيل حكومة مؤقتة وذلك بسبب خلافات داخلية، فأجاب كيري إن وجود توترات واختلافات بالرأي هو أمر لا مفر منه في كل معارضة. لكنه رأى أنه لابد من العمل بشكل فعال مع المجتمع الدولي، ففي هذه المعارضة ، قبل سنة من الآن كانوا غير موحدين بالكامل ولا يتحدثون بصوت واحد، فالقضية هي قضية الشعب السوري وقد التزموا بتشكيل حكومة موسعة ستمثل كل الشعب السوري حتى وإن وقعت بعض الاختلافات. وأضاف "هذا ما ندفع من أجله، وحتى يحصل ذلك، لا بد أن يغير الأسد حساباته فلا يظن أنه قادر على إطلاق النار إلى ما لا نهاية، ولا بد أيضاً من معارضة سورية متعاونة تأتي إلى الطاولة، ونحن نعمل من أجل ذلك وسنستمر في ذلك". من جهته قال الوزير النرويجي "سنعمل عن كثب مع المعارضة السورية وقد قدمنا مساعدة إنسانية ونعمل الآن ونحاول المساعدة في تشكيل مجلس محلي داخل سوريا ومزيد من المساعدة تقدم في الداخل". وأضاف أنه "حتى الآن على الأقل لم ندعم تسليح المعارضة، وأعتقد أن موقفنا في هذا المجال شبيه بالموقف الأمريكي ولكننا واضحون بأن الرئيس الأسد فقد مصداقيته ولا بد أن يرحل". وذكر إيد "لا بد من العمل مع المعارضة السورية ولا بد من مساعدتها على التوحد وتعزيز رسائلها". ورأى أنه فيما يتعلق بسوريا، "الأهم الآن هو أن تصدر عن المجتمع الدولي، وخصوصاً مجلس الأمن، رسالة واضحة حول كيفية المضي قدماً باتجاه عملية سياسية لا بد أن تشمل نهاية نظام الأسد". وإذ ذكر بزيارة أوباما إلى إسرئيل الأسبوع المقبل ومرافقته هو له، أشار إلى أن الرئيس الأمريكي يريد التحدث إلى الشعب الإسرائيلي والفلسطينيين وشعوب المنطقة، وليس التقدم باقتراح سلام وإنما التعبير عن رؤيته للاحتمالات التي تلوح في المستقبل، ويستمع للناس. وقال إنه ونظيره النرويجي تحدثا عن الزيارة المزمعة، "وأود أن أقول إن الرئيس أوباما ملتزم بشدة بحل الدولتين، ولابد من إيجاد أطراف مستعدة وراغبة بالمشاركة في هذا الجهد". من جهته قال وزير الخارجية النرويجي إنه لا بد الآن من وضع أفق سياسي لعملية السلام في الشرق الأوسط، حتى يكون للاستمرار في بذل الجهود في هذا المجال معنى "لأن الناس في الجانب الفلسطيني، وخصوصاً في الضفة الغربية، مقتنعون بأن النتيجة ستكون حل الدولتين". وأضاف أن العام 2013 هو عام مهم جداً لإعادة الإيمان بالتسوية القائمة على التفاوض، لأن هذا هو السبب الوحيد الذي "ما زال يدفعنا للعمل على بناء المؤسسات".