ما حدث بالأمس من تصعيد أمني فاق كل التوقعات، فقد فوجئ المتظاهرون فى محيط مديرية أمن بورسعيد مساء أمس الأربعاء ب 4 سيارات مدرعة تابعة للأمن المركزى تطاردهم فى شوارع بورسعيد، بعيداً عن محيط مديرية الأمن ووصلت إلى عمق شارع محمد على وشارع الثلاثينى إلى داخل المدينة، وتم إطلاق النيران على المواطنين من المارة عشوائيًّا بشوارع بورسعيد بمنطقة حى العرب، وأطلقت المدرعات قنابل الغاز المسيل للدموع فى عمق المدينة خلف خطوط المتظاهرين، واشتعلت النيران فى ميدان المسلة بخيمة المستشفى الميدانى، كما تم إطلاق طلقات الخرطوش، وسُمِع دوِيُّ أعيرة نارية، وسقطت 5 قنابل غاز على المستشفى الميدانى، وانتشرت وسيارات الإسعاف تحمل المصابين، والذين وصل عددهم إلى 56 مصاب بحالات اختناق و81 خرطوش، وغيرهم من الحالات التى تم تحويلها إلى خارج بورسعيد ؛لاستكمال العلاج. يقول صفوت عبد الحميد نقيب المحامين ببورسعيد ل "البديل": "الكارثة الكبرى التى حدثت بالأمس على مرأى ومسمع من جميع مواطنى بورسعيد أنه لأول مرة تتحرك المدرعات فى اتجاه يصل إلى 5 كم متر فى ثلاثة اتجاهات: فى الشرق الرقابة الإدارية تحديدًا، والغرب بعد مسجد الشاطئ، والجنوب عند المسجد العباسى عشوائية، وكثافة النيران من الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع والعربات المدرعة تخترق المدينة والشوارع بشكل عشوائى، وتدخل على قرية "مرحبا" التجارية من أمام نقابة المحامين حال تواجدنا فيها، وتطلق الأعيرة دون مراعاة أن هذه الأماكن كثيفة التواجد السكانى؛ مما نتج عنها إصابات كثيره عجز مستشفى بورسعيد العام وهو أكبر مستشفى فى بورسعيد عن استقبال هذه الحالات، واضطر إلى استدعاء عشرات الأطباء لمداواة المصابين". ويواصل عبد الحميد "المشكلة الأساسية أن الرئيس وحكومته يطالبان وزير الداخلية بإيجاد حل للأزمة، ووزير الداخلية ليس لديه حل سوى القتل والدمار، والحل في إيجاد حوار بين الدولة والمحتجين، فجميع الفاعليات فى الشارع البورسعيدى تحتاج إلى حزمة من القرارات، منها كما عرضنا من خلال مبادرة نقابة المحامين استقالة وزير الداخلية والتحقيق معه بشأن الأحداث، واعتذار رئيس الجمهورية، وإعلان الحداد الوطنى، وإعادة جميع المتهمين إلى سجن بورسعيد، والإفراج عن جميع المتهمين دون دليل، وأن يأتى إلى بورسعيد فربق من القضاة لسرعة مباشرة التحقيقات، إضافة إلى حفظ حقوق الشهداء والمصابين واعتبارهم من شهداء ثورة 25 يناير". وأكد صفوت عبد الحميد أن "ما يزيد من اشتعال الأزمة السياسة الخاطئة لوزير الداخلية الذى يتصور أن العنف هو الحل الأوحد لحل المشاكل السياسية، وهذه سياسة حكومات فاشلة تدير الأمور فى مصر، وأقول إن الحكومة ليست لديها القدرة على الحوار، وليست لديها آليات أو أهداف تفكر فيها قبل أن تضرب المواطنين وتقتلهم، فهم يعتبرون أن العنف هو البديل الأوحد لحل المشكلة، فالأزمة الحقيقية هي سياسات وزير الداخلية التي يضعها وتزيد من المشكلة لا تحلها". Comment *