تحدثت صحيفة "الجارديان" عن النجاح الإعلامي الذي حققه باسم يوسف من خلال برنامجه السياسي الساخر، قائلة إنه ليس فقط جراح قلب، فهو لمع كنجم ساخر وأصبح مقدم البرامج الأكثر شعبية في مصر وينتظر برنامجه ملايين من المصريين في جميع أنحاء البلاد؛ لمشاهدة نقده الساخر للحياة السياسية المصرية. وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لكثير من المصريين، فإن "البرنامج" هو واحد من التجارب الناجحة القليلة الملموسة للثورة المصرية 2011. وقال يوسف للجارديان إن "البرنامج هو نتيجة مباشرة لما حدث في الثورة"، مضيفًا "نحن في الواقع نحرز تقدمًا.. لقد أصبحنا أكثر جرأة وصراحة". وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه من المألوف تشبيه باسم يوسف بستيورات مصر نسبة إلى جون ستيوارت مقدم البرنامج الساخر الأمريكي الشهير "ذا دايلي شو" والذي ينتقد السياسة الأمريكية. ومع ذلك، تقول الصحيفة إن برنامج "البرنامج" ليس مجرد هجاء سياسي على طريقة ستيوارت، ففي الديمقراطية المصرية الوليدة السخرية من السياسيين هي أن تفعل أكثر من إزعاج الجاهل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن برنامج باسم يوسف هو أسرع طريقة في مصر للتعرض للمساءلة القانونية من قِبَل الدولة، وذلك ما حدث بالفعل مع باسم يوسف الذي تم التحقيق معه للمرة الثانية خلال شهرين بتهمة إهانة الرئيس المصري الإسلامي محمد مرسى. وفي هذا السياق أشار يوسف "أنا أحب جون ستيوارت ولن أخجل من حقيقة كونه نموذجًا وقدوة، إلا أن إن هدف البرنامج مختلف في الكثير من الجوانب عن برنامج "ستيوارت"، حيث إننا في مرحلة مختلفة لبناء بلدنا، بينما ستيوارت هو في بيئة مستقرة وديمقراطية أكثر رسوخا". ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن يوسف يجد مادة غنية جدًّا للسخرية في مصر الآن، إلا أن الفوضى والعنف المتزايد يؤثران على مزاج المشاهدين. وقال يوسف "أعطني مادة سياسية سأستطيع أعمل عليها، ولكن مشاهد الدم والعنف والتعذيب تضع الجميع في مزاج سيئ. انا حاولت تخصيص جزء من حلقتي عما يحدث في المنصورة، ولكن لم أستطع". وأشارت الصحيفة إلى أن يوسف قبل عامين لم يكن أحد يعرف عنه شيئًا، لكن بعد الثورة ظهرت مساحة للأصوات التي لم تكن مسموعة من قبل بما في ذلك الإسلاميون الذين هم في الحكم الآن. واعتبرت الصحيفة أن يوسف هو رائد لحرية التعبير في مصر بعد عام 2011 وتتهافت عليه القنوات التليفزيونية المختلفة نتيجة نجاحه الإعلامي. ولكن في الوقت نفسه، مهنة يوسف – مثله مثل العديد من الصحفيين والإعلاميين المصريين - لا تزال هشة. فالدستور المصري الجديد المثير للجدل هو مبهم فيما يتعلق بحرية التعبير. كما أنه تم رفع دعاوى قضائية ضد عدد من الأشخاص بتهمة إهانة الرئيس في الأشهر الثمانية الماضية أكثر من تلك التي رفعت في الثلاثين عامًا من حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وكان باسم يوسف من ضمن أولئك المرفوع ضدهم دعوى لإهانة الرئيس. Comment *