تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بأول أيام صوم "يونان" النبى "نسبة إلى النبى يونان وقصته بالعهد القديم" أو كما يطلق عليه "نينوى" نسبة إلى أهل مدينة نينوى التى تعتبر البطل الأبرز فى الرواية الإنجيلية. ومدة الصوم ثلاثة أيام ويسبق الصوم الكبير بخمسة عشر يوما، ويعتبر صوم يونان في حكمأصوام المرتبة الأولي كنسيا ،أى أنه يصام انقطاعيا صوما نُسكيا إلي ساعة متأخرة،ولا يأكلون فيه السمك،مثله في ذلك مثل الصوم الأربعيني، والأربعاء والجمعة وأسبوع الألم، ويوم استعداد لعيدي الميلاد والغطاس المجيدين. وفيه تشبيه بعيد القيامة حتى إنه يُقال عليه"فصح يونان" مثلما يقال "فصح القيامة" أى"العبور" وكأن الكنيسة تنظر إلى يونان على أنه "عَبَر" بواسطته أهل نينوى من شرهم إلى صلاحهم بندائه إياهم للتوبة، وهكذا أيضا السيد المسيح بقيامته يقول المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى فى إحدى مقالاته عن الصوم: " كان يونان النبى اّية لأهل نينوى، لأنه بمناداته وإنذاره لهم بالغضب الإلهى على خطاياهم صدقوه وأطاعوه، وتابوا إلى الله، صائمين ضارعين بصلوات وابتهالات، وبكاء ودموع فأشفق الله عليهم، ورفع غضبه عنهم، وأوقف قضاءه بهلاكهم، فنالوا الخلاص والنجاة، وعبروا من الموت إلي الحياة" وتُعد قصة "شعب نينوى" من أشهر قصص التوبة التى رجع فيها شعب مدينة بأكملها إلى الله حيث يقول الكتاب المقدس: "فقام يونان وانطلق إلي نينوي بحسب قول الرب... فابتدأ يونان يدخل المدينة... ونادي وقال بعد أربعين يوما تنقلب نينوي. فآمن أهل نينوي بالله، ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم إلي صغيرهم. وبلغ الكلام ملك نينوي، فقام عن عرشه، وألقي عنه حلته، والتف بمسح وجلس علي الرماد. ونودي وقيل في نينوي عن أمر الملك وعظمائه قائلا: لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا غنم شيئا، ولا ترع ولا تشرب ماء. وليلتف الناس والبهائم بمسوح، وليصرخوا إلي الله بشدة، ويتوبوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي بأيديهم، لعل الله يعود ويندم ويرجع عن اضطرام غضبه فلا نهلك. فلما رأي الله أعمالهم، أنهم تابوا عن طريقهم الرديئة ندم الله علي الشر الذي قال إنه يصنعه بهم، ولم يصنعه" (سفر يونان3:3-10) و يؤكد غريغوريوس أيضا على أن الكنيسة تري في قصة يونان رمزا لموت المسيح وقيامته في اليوم الثالث وهذا هو سر تسمية صوم أهل نينوي ب (صوم يونان)، وفطر هذا الصوم ب (فصح يونان) لأن الكنيسة تري في هذا الصوم ليس مجرد فضيلة تذلل واسترحام واستغفار، ولكنها تعده فضلا عن هذا رمزا لموت المسيح وقيامته، فبالمسيح عبرنا عن (عبودية الفساد إلي حرية مجد أولاد الله) (رومية8:21). Comment *