طالب العديد من نشطاء ومستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بتنظيم مليونية أمام المنصة اليوم؛ حتى ينزل الجيش إلى الشوارع من جديد وينقذ مصر – على حد قولهم -، وذلك بعد الأنباء التي تناقلتها المواقع الإخبارية، بإقالة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وهو ما اعتبره البعض – برغم عدم تأكيد الخبر – أنه تعد على الجيش المصري، ويحتاج إلى رد قوي يبين الوحدة الكاملة بين الجيش والشعب، ولن يظهر ذلك إلى بانتشار الجيش وعناصر في محافظات مصر كلها، وقال الفنان عمرو مصطفى إن مليونية المنصة تعد رسالة للإخوان ومن يحركهم، وأن دعوته جاءت من أجل نصرة مصر وجيشها؛ وتكون المليونية بعنوان "إلا الجيش المصري"، ومن المنتظر أن يشارك عدد من الحركات فى المليونية مثل الأغلبية الصامتة والعسكريين المتقاعدين، وعدد من الفصائل والقوى السياسية الداعمة للجيش المصرى، بالإضافة إلى الكثير من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، منها صفحة محبى اللواء سامح سيف اليزل، وصفحة ضد كل من يحاول خيانة جيش بلدى، والجيش المصرى الإلكترونى لمساندة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وصفحة كلنا عمر سليمان وعدد كبير من الصفحات التى أعلنت دعمها للمليونية التى ستكون الساعة الخامسة مساءً عند المنصة وتباينت الأراء حول هذا المطلب، فالبعض رأوا أنه لانقاذ مصر، وآخرين قالوا إنه جهل ومسخرة سياسية، "البديل" ترصد آراء السياسيين حول هذه المليونية. أكد اللواء حسن الزيات - الخبير العسكري -، أن مثل هذه الدعوات عبارة عن جزء من مشهد عبثي نعيشه على الساحة السياسية، ومهما كانت الخلافات فلابد من احترام صلاحيات الرئيس، وكل ما يحدث هو محاولة للضغط على الرئيس من قبل القوى المعارضة، واستخدام ورقة الجيش نظرا لما يتمتع به من حب الناس واحترامهم، واعتباره هو الوحيد القادر على انقاذ البلد من حكم الإخوان، ولكن الجيش عليه ان يتفرغ لحماية البلد وحفظ امنها، ولا يغرق في معارك سياسية جديدة. وأشار الزيات إلى أن هذا المطلب يمثل ضعف المعارضة وموقفها، لأنها لم تستطع حتى الآن تشكيل جبهة قوية، أو حتى توحد الشارع على كلمة واحدة، ولذلك عليهم أن يتوحدوا ويقدموا وجوها شابة بدلا من الوجوه القديمة، ويعملون على كسب الكتلة الصامتة لصفهم، لأنهم أكثر من كتلة الاخوان التي تتميز بالتنظيم ولذلك فهم يحسمون اي معركة بالصناديق، لافتا إلى أن جبهة الانقاذ التي تمثل المعارضة غير قادرة على تكوين قوة جامدة ذات تأثير سياسي او اجتماعي ولذلك نجدهم دائما في موقف ضعف. وأضاف أن الجيش لن ينتظر دعوة من جبهة الانقاذ او الاخوان حتى يقوم بواجبه، إنما سيتحرك بدافع وطني بحت حسب تقديره الشخصي للموقف، وكما تعودنا دائما لن ينحاز لجهة على حساب الأخرى اذا رأى ان الوضع يستلزم النزول الى الشارع والحفاظ عليها من التخريب. من جانبه قال الدكتور معتز سلامة - الباحث السياسي بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية -، إن الحديث عن نزول الجيش مرة اخرى به قدر كبير من الاماني، ولا يعكس الواقع أو الحقائق التي تتمثل في استحالة تنفيذ هذا المطلب في الوقت الراهن؛ لأن تجربة الجيش في الحكم على مدار سنة ونصف السنة، لا تغريه ان يكررها مرة أخرى، لان هذه الفترة كانت تمثل له عبئا كبيرا وأكلت من رصيده الوطني عند الشعب، أزاحه عن كاهله بعد الهتاف لفترة طويلة "يسقط حكم العسكر". وأكد أن هذا المطلب قصد الجيش؛ بسبب وجود رصيد كبير جدا للجيش المصري لدى الشعب، كما أن هذه المؤسسة تحظى باحترام الجميع، واستخدام المعارضة لورقة الجيش واللعب بها؛ لأنه يمثل الكارت والرهان الاخير مع الرئيس بعد فشل المحاولات الاخرى، لكن يصعب تحقيق هذه الدعوة لأن الجيش لن ينزل إلا في حالة حدوث أخطار تهدد الأمن القومي. وأضاف سلامة أن هذه المليونية التي تدعو لإنقاذ مصر بنزول الجيش، تمثل قضاء على شرعية أول رئيس منتخب بعد الثورة، وهي عملية محفوفة بالمخاطر؛ ولكن هذا الكارت يراد استخدامه مع الرئاسة بهدف مزيد من التنازلات، عوضا عن بديل جيد تقدمه المعارضة لإصلاح الشأن الداخلي، والنهوض بالبلد. وفي السياق ذاته أكد البدري فرغلي - عضو مجلس الشعب السابق، وعضو الهيئة العليا لحزب التجمع -، أن مثل هذه الدعوات يطلقها أشخاص مجهولون، ولا يدري أحد مصدرها، كما أن الجيش وقياداته لن تستجيب لطلب بعض الاشخاص بأن ينزل إلى الشوارع، وليس هناك ما يستدعي أن تنزل عناصر الجيش إلى الشارع، دون مهام أو وظيفة يقوم بها، سوى أنهم يطالبون بإنقاذ مصر! وأضاف فرغلي أن ما يحدث الآن هو عبث ولن يستمع له أحد، خصوصا أن تلك الأحاديث انتشرت بعد شائعة إقالة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والانتاج الحربي، ولم تتأكد صحة هذه الشائعة. أخبار مصر – البديل Comment *