أطلقوا دعوات تطالب بعودة الجيش للسلطة، وتولى وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، بعد أن تسرب إليهم شعور بأنهم عادوا إلى نقطة الصفر مجدداً، فالأهداف التى قامت من أجلها الثورة لم تتحقق، والآمال التى وضعوها على الرئيس المنتخب ضاعت هباء، والدولة تنحدر من سيئ إلى أسوأ. القائمون على صفحات «محبى الجيش المصرى» و«الفريق أول عبدالفتاح السيسى رئيساً للجمهورية 2013» و«عبدالفتاح السيسى هو رئيس مصر القادم» و«أؤيد السيسى رئيساً للجمهورية» هم أصحاب الدعوات التى انتشرت على موقع «الفيس بوك» ومنها إلى الشارع السياسى. الفشل فى إدارة الدولة، وشعور المواطن بأن الإخوان يعملون لمصلحة «الجماعة» فقط، وإدراكه أنهم بلا مشروع، وسعيهم للاستئثار بكافة المناصب وممارسة الاستبداد، أسباب دفعت المواطن، بحسب د.عمار على حسن الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إلى المطالبة بعودة الجيش للحياة السياسية، فالشعب يرى أن المؤسسة العسكرية تعمل لصالح الوطن مثل تدمير الأنفاق فى رفح المصرية، وتحجيم دور الجماعات الجهادية فى سيناء فى الوقت الذى يقوم فيه الرئيس بتقديم المساعدات لحكومة «حماس»، ويطلق سراح سجناء الجماعات الجهادية، ويتغاضى عن الترويع الذى تمارسه حركة «حازمون»، معلقاً «الشعبية التى ينزفها الإخوان الآن تصب فى خانة المؤسسة العسكرية التى عاد المواطن للثقة فيها من جديد». استدعاء الجيش هو حل مثالى، فى رأى د.عمار، لكن لا يمكن تطبيقه، والأفضل هو أن تطرح القوى المدنية بديلاً يستعيد السلطة والثورة المسروقة من خلال انتخابات نزيهة. الاعتراض بشدة على تلك الدعوات كان رأى الخبير العسكرى حسن الليبدى، لأنها تمثل إلغاء لثوابت الدولة المدنية، مشككاً فى نوايا أصحابها بأنهم قد يكونون ممولين من الخارج معلقاً «هم يعتقدون أن نزول الجيش هو المعركة الأخيرة لاستقرار الدولة ولكنها البداية للفوضى الحقيقية». رغم أنها من أكثر الصفحات ترويجاً لهذه الدعوات، فإن عاصم أبوالخير «أدمن» صفحة «أنا آسف يا ريس»، نفى أن يكون للصفحة أى علاقة بها: «هى منتشرة على النت من جهات مجهولة، ورغم تأييدى وقبولى لها فإننى وإدارة الصفحة لن نشارك فيها». الشاب الذى أكد رغبته ورغبة كل إدارة وأعضاء الصفحة فى نزول الجيش إلى الشارع، علل عدم نزولهم فى أى مظاهرات داعية لذلك بقوله: «الجيش عمره ما هيستجيب إلا لو تحول هذا المطلب إلى مطلب شعبى، ينادى به كل المصريين».