منذ نشأة الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1945 تحت مسمى الجامعة الشعبية، ثم تغيير اسمها عام 1965 إلى الثقافة الجماهيرية، إلى أن صدر قرار عام 1989 رقم 63 لتتحول إلى هيئة عامة ذات طبيعة خاصة، وأصبح اسمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتابعة لوزارة الثقافة، فهي هيئة لجميع المصريين من مسلمين ومسيحيين دون تمييز والملاذ الوحيد لبسطاء المصريين جميعًا للترفيه عنهم، تهدف إلى المشاركة في رفع المستوى الثقافى وتوجيه الوعى القومى للجماهير في مجالات السينما والمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والفنون التشكيلية وخدمات المكتبات في المحافظات من خلال بيوت وقصور الثقافة والمكتبات، وهو ما أثار الاستنكار فى جميع الأوساط الأدبية والثقافية لما يحدث الآن من محاولات للقضاء على الثقافة، خاصة بعد تصريح محافظ كفر الشيخ بتحويل قصور الثقافة إلى مراكز دعوية للإخوان. سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة استنكر مثل هذا التصريح قائلاً "إنه بلا معنى؛ لأن قصور الثقافة تتبع وزارة الثقافة مباشرة وهى هيئة مستقلة عن المحليات، وأتعجب أن كل محافظ يهيأ له أن كل ما هو موجود فى المحافظة ملك له، كما أن الهيئة تعمل لجموع المصريين دون تمييز بين مسلم أو مسيحي صعيدى أو بحرى ويمنع بها أى نشاط حزبى سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر". أما د. جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق فصرح أنه لا يستغرب مثل هذا التصريح؛ مبررًا بأن خطة أخونة الدولة بدأت بالاستيلاء على بعض الوزارات المهمة، مضيفًا "الإخوان فى آخر الأمر يريدون تحويل الدولة من مدنية إلى دينية، ومثل هذا التصريح يستدعى وقوف كل مثقفى مصر وعلى رأسهم وزير الثقافة؛ للدفاع عن الثقافة المصرية"، وتأسف عصفور لعدم وجود معارضة قوية فى مصر. وشدد الشاعر عبد الرحمن الأبنودى أنه على وزير الثقافة أن يتصدى بقوة لهذه الظاهرة؛ فهى من صميم اختصاصه، مؤكدًا أنها أهم مراكز التثقيف فى محافظات مصر القريبة والبعيدة، وناشد الأبنودى كل المثقفين فى مصر وخاصة فى كفر الشيخ الوقوف ضد هذا العمل؛ لأنها المنبر الوحيد لهم، مشيرًا إلى أن هناك آلاف المنابر الدعوية، مضيفًا أن الإخوان تنظيم سياسى يتسربل بالدين لتمرير أهداف سياسية وأن الشعب المصرى ليس "أهبل"، على حد قوله، وتعجب من امتداد يد الإدارة المحلية إلى وزارة الثقافة، مؤكدًا أنه ظلت مستقلة حتى فى أسوأ الظروف السياسية، وأن قصور الثقافة لها دور والمساجد لها دور وأن محاولة أخونة الدولة فاشلة لن تنجح. فيما رأى د. عماد غازى وزير الثقافة الأسبق أن هذه خزعبلات، وقال "أنا لا أضيع وقتى فى الرد على هذه الخزعبلات؛ لأن قصور الثقافة تابعة لوزارة الثقافة منذ الثمانينيات". واستغرب فؤاد مرسى رئيس هيئة قصور الثقافة من مثل هذا التصريح قائلاً "عندنا تعليمات وقوانين تمنع فتح قصور الثقافة أمام تيار معين، فهى ملك للمصريين جميعًا دون تمييز، كما يثير اندهاشى بشكل شخصى لأنه دستوريًّا لا سلطة للمحليات على قصور الثقافة، فهى مواقع سيادية منذ نشأتها وبعيدة عن المحليات بحكم القانون". وأشار مرسى إلى أنه منذ عام وفى ظل الحكم العسكرى أراد المجلس تحويل قصر ثقافة الإسماعيلية إلى محكمة لمحاكمة المتورطين فى مذبحة بورسعيد، وتم دخول قوات عسكرية ليلاً إلى قصر الثقافة بالإسماعيلية وخلع الكراسى؛ لتحويل المسرح إلى محكمة، عندها وقف مثقفو الإسماعيلية ضد هذا القرار، وشكل سعد عبد الرحمان رئيس هيئة قصور الثقافة غرفة عمليات لمتابعة الموقف، وقامت الدنيا ولم تقعد، ونام المثقفون أمام البلدوزرات وداخل المسرح؛ لمنع مثل هذا العمل. أخبار مصر – قضايا ساخنة - البديل Comment *