مثقفون يحتجون على قرار محافظ كفر الشيخ بتحويل قصور الثقافة إلى مراكز دينية

أثار تصريح محافظ كفر الشيخ بتحويل قصور الثقافة إلي مراكز دعوية دينية، وأن مهمته هي حفظ القيم والأخلاق سخطًا ورفضا داخل الوسط الثقافي والادبي، لأن الهيئة العامة لقصور الثقافة منذ انشائها عام 1945، استهدفت رفع مستوى الوعي والفكر للجماهير؛ سواء المسلمين أو المسيحين، في مجالات السينما والمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والتشكيلية، بالاضافة إلي خدمات المكتبات. ربما لم يعد لقصور الثقافة تأثيرا ثقافيا كبيرا، مثلما كان حالها في السابق، لكنها لم تتحول طوال تاريخها إلي مراكز دعوية دينية، لخدمة فصيل ديني معتدل أو متطرف.
واستنكر سعد عبد الرحمن، رئيس هيئة قصور الثقافة، تصريح المحافظ بقوله، انه بلا معنى لان قصور الثقافة تتبع وزارة الثقافة مباشرة، وهى هيئة مستقلة عن المحليات، واتعجب ان كل محافظ يتخيل ان كل ماهو موجود فى المحافظة ملك له، لافتا الى ان الهيئة تعمل لصالح المصريين جميعا، دون تمييز بين مسلم و مسيحى، صعيدى او بحراوى، وان قانونها يمنع ممارسة اى نشاط حزبى؛ بشكل مباشر او غير مباشر.
وطالب الشاعر عبد الرحمن الابنودى، وزير الثقافة بالتصدى بقوة لهذه الظاهرة، باعتبارها من صميم اختصاصة، متسائلا عن سر تحول قصور الثقافة الى منابر دعوية ،وناشد "الابنودى" كل المثقفين، خاصة فى كفر الشيخ، الوقوف ضد هذا التوجه، باعتبار ان قصور الثقافة منبرهم الوحيد، وتعجب "الابنودى" من امتداد يد الادارة المحلية الى وزارة الثقافة، التى ظلت مستقلة فى اسوأ الظروف السياسية، لافتا الى ان محاولة اخونة الدولة، فاشلة لن تنجح.
وقال د. جابر عصفور وزير الثقافة الاسبق، انه لايستغرب مثل هذا التصريح، لأن خطة اخونة الدولة بدات بالاستيلاء على بعض الوزرات المهمة، لان الاخوان يريدون تحويل مصر الى دولة دينية، وان مثل هذا التصريح يستدعى وقوف كل مثقفى مصر، وعلى راسهم الوزير، للدفاع عن الثقافة المصرية، وتاسف "عصفور" لعدم وجود معارضة قوية فى مصر.
وقال د.عماد غازى، وزير الثقافة الاسبق، انا لا اضيع وقتى فى الرد على الخزعبلات، لان قصور الثقافة تابعة للوزارة منذ الثمانينات.
واكد الروائي فؤاد مرسى، رئيس الادارة العامة لهيئة قصور الثقافة، أن هناك قوانين تمنع فتح قصور الثقافة امام تيار معين، فهى ملك للمصريين جميعا دون تمييز، كما أنه لاسلطة للمحليات على قصور الثقافة، فهى مواقع سيادية منذ نشاتها وبعيدة عن المحليات بحكم القانون.
واضاف مرسى قائلا: إن أحد اهم مشاكل من يعتلى منصب مدير فرع الثقافة فى اى محافظة، الازدواجية، لانه يريد ارضاء المحافظ، كما يريد ارضاء الهيئة التابع لها.
واشار الى انه منذ عام، وفى ظل الحكم العسكرى، اراد المجلس تحويل قصر ثقافة الاسماعيلية الى محكمة لمحاكمة المتورطين فى مذبحة بورسعيد، ودخلت قوات عسكرية ليلا الى قصر الثقافة، وخلعت الكراسى لتحويل المسرح الى محكمة، عندها وقف مثقفو الاسماعيلية ضد القرار، وشكل سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة غرفة عمليات لمتابعة الموقف، وقامت الدنيا ولم تقعد، ونام المثقفون امام البلدوزرات وداخل المسرح لمنع مثل هذا العمل.
أبوغازى: تصريحات محافظ كفر الشيخ خزعبلات
الابنودى: لن ينجحوا فى أخونة الدولة