أن يلتحق الشباب بوظائف فور التخرج مباشرة أمر ما كان لنا أن نتجاسر ونتخيله حتى فى أحلام اليقظه. بعد الثوره أصبح الحلم حقيقة,فلأول مرة فى تاريخ مصر, بل وتاريخ الثورة المصرية التى يكتب شبابها صفحاتها يومياً بدماء الأمل ,يعين شاب خريج حديثاً فى وظيفة مرموقة.هذا الشاب وللصدفة البحته هو عمر محمد مرسى الحاصل على بكالوريوس التجارة جامعة الزقازيق بتقدير جيد عام 2012 وهو للصدفة أيضاً ابن رئيس الجمهورية. وبالطبع نحن لسنا مع البطالة وعدم تشغيل الشباب,بل نزعم أننا من بين من بح صوتهم لاستغلال طاقات الآلاف,بل الملايين من الشباب الخريجين العاطلين أو الباحثين عن المكان المناسب لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص الذى كتب علينا ألا يفوز به إلا(ولاد المحظوظة) وكما جرت العادة يتبدل الشعور بالخزى الى إندهاشة شديدة أبداها وزير الطيران وائل المعداوى من الضجة الإعلامية التى صاحبت تعيين ابن الرئيس بالشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية مؤكداً أن الوظيفة تحسب له لا عليه حيث توجد وظائف أفضل منها مادياً واجتماعياً لم يتقدم لها ,ونسى الوزير ان يعلن عن الراتب الشهرى الذى يقدر ب35 الف جنيه شهريا كما يتردد,وهو ما يزال يتحسس طريق الحياة العملية وهناك آلاف ممن بلغوا سن التقاعد لا يحصلون سوى على 800 جنيه فقط ,فضلاً عن المتميزين من الباحثين والدارسين الذين يبحثون عن فرص عمل حتى وان كانت لا تناسب قدراتهم العلمية والعملية دون جدوى. والأخطر أن يصرح الوزير بأن التعيين كان من خلال إعلان داخلى بالشركة لشغل 10 وظائف مما يدل أن الشركة اخطرت ابن الرئيس للتقدم للوظيفة وإلا من أين يعلم بخبر الاعلان الداخلى وكيف يحق له التقدم وهو ليس من العاملين بها طبقا للإعلان, مما يعنى أن التعيين جاء بالمخالفة للقانون. أما الابن الأكبر الذى يعمل طبيباً بالسعودية,فتتردد أنباء عن أن المملكة وفرت له عقدا بمستشفى الملك فهد بجدة بعد أن كان يعمل بمستشفى عام بمنطقه الاحساء فور فوز أبيه برئاسة الجمهورية وأنه لا يبارح منزله ويتقاضى راتبه ولا يتواجد بالمستشفى بناء على تعليمات الحكومة السعودية التى تخشى تعرضه لأية مخاطر,هذا يعنى أنه يتقاضى راتباً لا يستحقه عن عمل لا يقوم به. وإن صحت هذه الرواية التى تتردد على مواقع التواصل الاجتماعى يصبح الامر غاية فى الخطورة لأنه تكريس لإفساد مسكوت عنه قد يصل لطموح التوريث عما قريب. مره أخرى نحن لسنا ضد تعيين أبناء رئيس الجمهورية لكننا ضد التمييز وضد استغلال المنصب الرفيع فى اختطاف الفرص من الآخرين أو القفز على أحلام الفقراء, فالمساواة فى الظلم عدل,وإذا كان ابن الرئيس يحتاج الى الوظيفة فى الوقت الذى يجد فيه قصراً بل قصوراً تأويه, هناك من يستظل بالشمس ويلتحف بضياء القمر على أرصفة الشوارع فى طابور لا ينتهى بحثاً عن فرصة عمل يقتات منها بكرامة. تعيدنا سياسات مؤسسة الرئاسة ومن حولها الى الزمن الجميل حين رفض الفريق سعد الدين الشاذلى إعفاء ابن وزير السياحة من التجنيد ووضع تأشيرته بعدم تمييزه عن باقى أفراد الشعب, وحين رفض الزعيم جمال عبد الناصر إعطاء ابنائه الصغار جرعات من مصل شلل الاطفال المهداة إليه من الاتحاد السوفيتى قائلاً: حينما أستطيع توفيرها لكل أبناء شعبى سأعطيها لأبنائى! الحكايات عن الزعيم لا تنتهى,لكننى أذكر بحديث الرسول (ص) الذى يتحدث فيه عن عدل الحاكم قائلا((إن المقسطين عند الله على منابر من نور الذين يعدلون فى حكمهم وأهليهم وما ولوا)) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. Comment *